أطلق حزب"كديما"، الذي شكله رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون قبل أكثر من شهرين والمرشح لتحقيق انتصار باهر في الانتخابات البرلمانية المقبلة، حملته الانتخابية مساء أمس حين قدم الرئيس الحالي للحزب القائم بأعمال رئيس الحكومة ايهود أولمرت مرشحيه الخمسين الأوائل للكنيست البرلمان المقبل الذين اختارهم بنفسه في غياب هيئات للحزب، ما عرّضه لانتقادات شديدة من منافسيه في حزبي"ليكود"و"العمل". وشملت قائمة المرشحين عدداً من نواب"ليكود"سابقاً الذين انسلخوا عن الحزب والتحقوا بشارون، أبرزهم وزير الدفاع شاؤول موفاز والأمن الداخلي جدعون عزرا والوزير المسؤول عن أجهزة المخابرات تساحي هنغبي ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني. كما ضمت زعيم"العمل"السابق شمعون بيريز والوزيرين العماليين السابقين داليا ايتسيك وحاييم رامون، ومن الوجوه الجديدة جنرالات سابقين مثل رئيس جهاز"شاباك"سابقاً آفي ديختر والميجر جنرال يتسحاق يسرائيل رئيس مديرية تطوير وسائل قتالية وشاي افيطال قائد وحدة النخبة العسكرية سابقاً. وتشمل القائمة عدداً من الأكاديميين أبرزهم البروفيسور اوريئيل رايخمان و11 سيدة و6 ممثلين عن المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق و4 متدينين. وخلافاً لاشاعات سابقة، فإن القائمة لم تضم عرباً من إسرائيل باستثناء النائب الدرزي مجلي وهبة. ولفتت وسائل الإعلام العبرية الى أن أولمرت عيّن عدداً من معارفه وقريبين منه من دون أن تكون لهم خلفية سياسية. وقال بعضها إن أولمرت تعرّف الى بعض المرشحين لدقائق قبل أن يمنحهم أماكن شبه مضمونة في الكنيست. وتساءل أقطاب في"ليكود"كيف يمكن لهذا"الخليط"الذي وضعه أولمرت أن يسمى حزباً. وهاجموا"العملية الديكتاتورية"التي انتهجها أولمرت، برأيهم، وقال النائب ميخائيل ايتان إن ما يحصل في"كديما"يذكّر بأنظمة ديكتاتورية ظلامية، واصفاً مرشحي الحزب بأنهم دمى بيد أولمرت. وقال الوزير العمالي السابق اوفير بينيس إن سلوك أولمرت"الذي اعتمد معيار الصداقة"في تشكيل قائمة المرشحين يعيد الساحة الحزبية عشرات السنين الى الوراء. فيما قال النائب العربي عن حزب"العمل"غالب مجادلة إن استثناء أولمرت العرب في قائمة حزبه"يكشف أنه واحد من أكثر العنصريين في إسرائيل". الى ذلك، تنتظر الأحزاب نتائج أول استطلاع للرأي يجري بعد فوز"حركة المقاومة الإسلامية"حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية. ويعوّل"ليكود"على أن يفيده هذا الفوز في استعادة عدد من أنصار الحزب الذين انتقلوا الى"كديما"، مكرراً اتهامه أولمرت وحكومة شارون بالتسبب في هذا الفوز. واختار"ليكود"، المرشح أن لا يحصد أكثر من 16 مقعداً في الانتخابات المقبلة مقابل 40 وأكثر ل"كديما"، شعاره الانتخابي الجديد"أقوياء في مواجهة حماس"، وتبنى زعيمه مقولة"إعادة الردع"الإسرائيلي لمواجهة"حماس"والفلسطينيين عموماً.