استأنف مجلس الأمن مشاوراته حول إيران أمس، بعدما فشلت الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس زائد ألمانيا في التوصل إلى اتفاق على طريقة مواجهة التحدي النووي الإيراني. وصرح ديبلوماسي بأن الدول الست لم تنجح في التوصل إلى اتفاق على طريقة مواجهة التحدي النووي الإيراني، بعد مناقشات"صعبة"استمرت أربع ساعات. وقال ديبلوماسيون إن روسيا بدعم من الصين أعاقت التوصل إلى اتفاق على رغم الاجتماع الذي عقد على مستوى وزاري بخصوص البرامج النووية لطهران. وفي بكين، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية كين جانغ التطابق بين وجهات نظر الصينوروسيا في المسألة. وقال كين جانغ:"في الظروف الراهنة الاقتراح الروسي القاضي بتخصيب اليورانيوم في روسيا لمصلحة إيران يساعد على الخروج من المأزق، نناشد جميع الأطراف المعنية تكثيف المفاوضات وإظهار مرونة"، مضيفاً:"هدفنا حل المسألة في شكل سلمي من خلال المفاوضات". وفي نيويورك، تحدث ديبلوماسيو الدول الست في شكل عام عن تطابق في وجهات النظر حول"الهدف"، وهو منع إيران من أن تصبح قوة نووية عسكرية. وأكد ديبلوماسي غربي أن المناقشات كانت"صعبة"خصوصاً بسبب اعتراضات موسكو ثم الصين على تبني نص شديد اللهجة في مجلس الأمن. واتفق الديبلوماسيون على مواصلة مناقشاتهم وابقوا على موعد عقد جلسة مشاورات حول الملف الإيراني في مجلس الأمن بعد ظهر أمس بتوقيت الولاياتالمتحدة. وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز:"حققنا بعض التقدم حول نص الإعلان الرئاسي الذي تجرى مناقشته في المجلس حالياً". وتابع:"عناصر الإتفاق متوافرة لكننا نبحث عن الكلمات للتعبير عنه". وأكد المدير السياسي لوزارة الخارجية البريطانية جون سويرز:"أجرينا محادثات جيدة ولاحظنا نقاط اتفاق عدة بيننا". ونفى سويرز معلومات من فيينا تفيد بأن حكومته تستعد لاقتراح استراتيجية طويلة الأمد تتضمن إمكان استئناف المفاوضات مع إيران بالتزامن مع سلسلة إجراءات فورية. وقال:"لم تتقدم أي حكومة بريطانية بمثل هذا الاقتراح". ولم يفصح الديبلوماسيون عن الإجراءات المنوي اتخاذها في مرحلة ثانية في حال لم تمتثل إيران لمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع انهم كانوا ذكروا أن هذه المسألة تشكل الهدف الرئيس لاجتماعاتهم. وأعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن"أحداً لن يستطيع اخذ"التكنولوجيا النووية من الإيرانيين، وذلك في رسالة التهنئة التي وجهها إلى الشعب الإيراني بمناسبة حلول العام الإيراني الجديد. وقال"التكنولوجيا النووية ليست شيئاً حصلنا عليه بسهولة، وليست شيئاً أعطانا إياه أحد ويريد استرداده، لن يستطيع أحد أخذها". وذكر الرئيس الإيراني بعملية التأميم الأولى للقطاع النفطي عام 1951 التي اصطدمت بمعارضة القوى الغربية، شاجباً بلهجة هجومية"الحملة"التي تشنها بعض الدول التي"أعاقت تقدم الشعب الإيراني خلال عامين ونصف عام"في إشارة إلى الفترة ما بين 2003 إلى 2005 التي علقت خلالها إيران نشاطاتها النووية الحساسة لإجراء مفاوضات مع الترويكا الأوروبية والتي لم تسفر عن أي نتيجة. وفي واشنطن، صرح علي رضا جفر زادة المعارض الإيراني في المنفى بأن جهاز الحرس الثوري يشرف على برنامج التسلح النووي الإيراني الذي تنفذه مجموعة تضم 21 باحثاً جامعياً إيرانياً.