دعا اسماعيل هنية القيادي في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس امس في رد على موقف اللجنة الرباعية الى عدم "تغليف" الدعم الدولي للشعب الفلسطيني بشروط "مجحفة". وقال هنية "ان الدعم الدولي للشعب الفلسطيني واجب انساني لان الشعب الفلسطيني ما زال يرزح تحت الاحتلال الاسرائيلي ويجب ان لا يغلف هذا الدعم بشروط مجحفة". وكانت اللجنة الرباعية الدولية منحت "حماس" مساء الاثنين مهلة شهرين الى ثلاثة اشهر بقبولها تمويل السلطة الوطنية الفلسطينية حتى تشكيل حكومة جديدة، مشترطة عليها التخلي عن العنف والاعتراف باسرائيل اذا ما ارادت الابقاء على المساعدات الدولية الامر الذي رفضته "حماس" على الفور. واعلن الامين العام العام للامم المتحدة كوفي انان في مؤتمر صحافي بعد اجتماع اللجنة الرباعية الدولية في لندن مساء الاثنين لبحث مسألة فوز "حماس" في الانتخابات الفلسطينية ان "اللجنة الرباعية الدولية اقرت بأن من المحتم ان يربط المانحون المساعدات المستقبلية بمدى التزام الحكومة الفلسطينية بمبدأ عدم العنف والاعتراف باسرائيل وقبول الاتفاقات والتعهدات القائمة بما في ذلك خريطة الطريق". ورفضت "حماس" على الفور شروط اللجنة الرباعية، وقال الناطق باسمها سامي ابو زهري مساء الاثنين ان اللجنة "كان يجب ان تطلب وضع نهاية للاحتلال والعدوان الاسرائيليين لا ان تطالب الضحية بان تعترف بالاحتلال وتقف مكتوفة اليدين امام العدوان". وقال ابو زهري ان اللجنة الرباعية تعاقب الشعب الفلسطيني على ممارسته لحقوقه الديموقراطية وادلائه بصوته. واضاف ان "حماس" حريصة على اقامة علاقات طيبة مع الدول الغربية. وضم اجتماع لندن بالاضافة الى وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس وانان كلاً من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والمفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو- فالدنر. وشددت اللجنة الرباعية على ضرورة اتخاذ "تدابير لتسهيل عمل الحكومة الانتقالية من اجل استقرار المالية العامة" في الاراضي الخاضعة للسلطة الوطنية الفلسطينية. لكن اللجنة حذرت من ان هذه المساعدة قد تتوقف على المدى الطويل اذا لم تلب "حماس" المدعوة الى تشكيل الحكومة الفلسطينية المقبلة الشروط المطلوبة. واوضح الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي ان امام "حماس" شهرين او ثلاثة للقبول بمطالب اللجنة الرباعية. واضاف للصحافيين: "هذا الامر يتوقف على الوقت الذي سيتطلبه تشكيل الحكومة". وقال: "حسب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد يتطلب هذا الامر ثلاثة اشهر تقريبا ستجرى خلالها مشاورات بين الرئيس والغالبية" البرلمانية. وقال ايضا: "خلال هذه الفترة، يتوجب عليهم حماس ان يوضحوا كل هذه الامور". واضاف "اذا لم نتلق اية اشارة تظهر انهم يتحركون في هذا الاتجاه فسيكون الامر صعبا جدا". وبقبولها تمويل الحاجات الملحة للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس حتى تشكيل الحكومة الجديدة، تكون الولاياتالمتحدة قد اقتربت من موقف الاوروبيين الذين لا يريدون اتخاذ اي قرار متسرع. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس: "هناك التزام بالظهور على مستوى التعهدات ... تجاه الحكومة الانتقالية". واشار سولانا الى ان الاتحاد الاوروبي سيكون "مستعدا" للعمل مع "حماس" في حال ردت الحركة بالايجاب على مطالب الاسرة الدولية ولكن رايس امتنعت عن الذهاب بعيدا مكتفية بالقول ان الحكم يترافق مع "التزامات". وقالت رايس ان الفرصة لاعطاء الشعب الفلسطيني حياة افضل ستكون "نتيجة حل قائم على دولتين"اسرائيل وفلسطين تعيشان جنباً الى جنب في سلام، وللوصول الى هذا الحل هناك بعض القضايا العملية والمبادىء التي لا بد ان تكون مقبولة من جانب اي فريق يتسلم الحكم في الكيان الفلسطيني". واعتبر انان في رد على سؤال ل "الحياة" ان الشعب الفلسطيني الذي صوت في انتخابات حرة وشفافة "صوتت غالبيته للسلام ولاوضاع معيشية افضل ولحكومة تنبذ الفساد ولمستقبل افضل وليس بالضرورة لهذا الحزب او ذاك". وشدد انان على ان نزع سلاح "حماس" هو جزء لا يتجزأ من خريطة الطريق و"لا بد من تنفيذه". واضاف ان تخلي "حماس" عن العنف واعترافها باسرائيل يعنيان ان المجتمع الدولي يستطيع التعامل معها ولا يدير ظهره لها.