رجحت مصادر ديبلوماسية ان يعلن الاتحاد الاوروبي الاثنين معونات مالية لمساعدة السلطة الفلسطينية على سداد بعض المستحقات. وكشفت المصادر ل"الحياة"ان"مشاورات تجري بين مؤسسات الاتحاد الاوروبي من اجل التوصل الى اتفاق تقدم بمقتضاه المفوضية 40 مليون يورو تمكن السلطة من سداد فواتير المياه والطاقة ومبلغ 17.5 مليون لسداد رواتب الموظفين في قطاعات الأمن والتعليم والصحة". ويجري الاتحاد من جهة اخرى مشاورات اضافية مع الدول المانحة والبنك الدولي من اجل وضع مختلف الخيارات لمواصلة تقديم المعونات الانسانية للفلسطينيين"تحسباً لتوتر العلاقات بين البلدان الغربية المانحة وحكومة لا تستجيب للشروط الدولية القائمة". وينتظر ان يعلن الاتحاد المعونات الاولية خلال اجتماع وزراء الخارجية الاثنين المقبل في بروكسيل. ويأتي التحرك الاوروبي في ضوء التقارير المتشائمة حول خطر افلاس مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية والعواقب الاجتماعية التي قد تنجم عن تأخر سداد رواتب الموظفين وانهيار قطاع الخدمات الاساسية. وتؤمن المعونات سير المؤسسات الحيوية خلال اسابيع وقد يتزامن مفعولها مع اتضاح ملامح الحكومة الجديدة التي تسعى حركة"حماس"الى تشكيلها. وكانت اللجنة الرباعية اتفقت في اجتماعها الأخير في نهاية الشهر الماضي في لندن حول مواصلة توفير الدعم للسلطة الفلسطينية خلال المرحلة الانتقالية، أي الى حين انتهاء تشكيل الحكومة الجديدة. وعلى الصعيد السياسي، ذكر مصدر ديبلوماسي ان الرئيس عباس"قبل دعوة البرلمان الاوروبي القاء خطاب امام نواب البرلمان في دروتهم المقبلة منتصف آذار مارس في ستراسبورغ". وستكون الزيارة بمثابة اشارة سياسية قوية من جانب الاتحاد لدعم الرئيس الفلسطيني قبالة الحكومة التي تسعى"حماس"الى تشكيها. وكان الامين العام لجامعة الدول العربية دعا النواب اعضاء لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان ظهر اول من امس الى"فتح حوار مع حماس بدلا من التهديد بعزلها"من اجل تطوير منظورها السياسي. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية هيلمار بروك ان الاتحاد الاوروبي سيواصل دعم السلطة الفلسطينية في الاسابيع المقبلة"وفق الشروط التي كان حددها البنك الدولي وذلك في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة ومدى تجاوبها مع شروط وقف العنف والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود والاتفاقات المبرمة بين السلطة واسرائيل". وهدد بروك بان الاتحاد"لن يدعم سلطة لا تعترف بوجود اسرائيل". وتضغط اوساط مناصرة لاسرائيل في بروكسيل من اجل تقييد اتجاه دعم السلطة الفلسطينية لتجد"حماس"اذا وصلت الى سدة الحكم الخزائن خاوية وقد تعجز عن مواجهة تعقيدات الوضع. وتقود مؤسسة"ترانس آتلانتيك انستيتيوت"حملة متواصلة ضد"حماس"بدأتها قبل الانتخابات العامه الفلسطينية. وتأسست المؤسسة قبل نحو عامين في بروكسيل بدعم"اللجنة اليهودية الاميركية"من اجل مقاومة"معاداة السامية". ونظمت المؤسسة مؤتمراً حول"حماس"ودارت نقاشات البارحة تحت عنوان"صوغ الرد الغربي على انتصار حماس"في الانتخابات الفلسطينية.