تتسارع الاتصالات الدولية والعربية في شأن الوضع اللبناني، بالتزامن مع تكثيف المداولات المحلية اللبنانية قبل استئناف مؤتمر الحوار الوطني الأربعاء المقبل، للبحث في مسألتي سلاح المقاومة في اطار استراتيجية دفاعية و"أزمة الحكم"والتغيير في رئاسة الجمهورية. واجتمع ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز في الرياض أمس مع الموفد الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة تيري رود - لارسن المكلف تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1559، في اطار جولة الأخير على عدد من القادة العرب الفاعلين، للبحث في تنفيذ القرار الدولي مثمناً الدور السعودي في المنطقة راجع ص 6 و 7. في غضون ذلك، هاجم الرئيس اللبناني اميل لحود المطالبين برحيله، وأكد في مقابلة بثتها قناة"الجزيرة"الفضائية أمس تمسكه بالبقاء في منصبه، منتقداً"عقلية الثأر"التي تحرك النائب سعد الحريري. وقال أنه لم يكن على خلاف شخصي مع والده رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، كما حمل على رئيس الهيئة التنفيذية في"القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع، قائلاً انه"محكوم بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي وداني شمعون والزايك والمرحوم طوني فرنجية...". واتهم رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط بأنه"كان يوسّط اللواء غازي كنعان بينه وبيني". ونفى لحود وجود أزمة حكم، معتبراً أن العماد ميشال عون"يمكنه إكمال العمل الذي بدأناه لأنه من المدرسة العسكرية نفسها". ودافع عن سلاح"حزب الله"، داعياً الى انتخابات نيابية جديدة"لأنهم مع تغيير التحالفات لم يعودوا يتمتعون بالأكثرية"في اشارة الى قوى 14 آذار التي تدعو الى تنحيه. من جهة اخرى، ربط رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة زيارته المقبلة لسورية من أجل البحث معها في تحديد الحدود في منطقة مزارع شبعا بناء لقرار مؤتمر الحوار الوطني، بضرورة"التحضير جيداً لها وان تكون لها نتائج". واعتبر السنيورة في حديث الى وكالة"فرانس برس"القمة العربية في الخرطوم مناسبة"للتشاور مع العرب، وأنا أفكر بالمنافع التي تعود على لبنان من مشاركتي وآمل خيراً". ويدرس السنيورة إمكان المشاركة في القمة من جهة الحضور لصوغ قراراتها خصوصاً ان الرئيس لحود سيشارك فيها. ونقل زوار السنيورة ل"الحياة"عنه قوله انه هو الذي اقترح ان يزور دمشق من أجل الحصول على تثبيت سوري للبنانية المزارع، وأنه يقبل بالتحديد الذي يريح السوريين للحدود بين البلدين في هذه المنطقة، بحيث لا يتسبب ذلك في أي احراج لدمشق، ويؤدي في الوقت ذاته الى استرجاع لبنان حصته من منطقة المزارع. وتفيد معلومات ان الحصة اللبنانية من المزارع تراوح بين 30 و42 كيلومترا مربعا في أقصى التقديرات. في الرياض أعرب رود - لارسن عن شكره وتقديره لولي العهد السعودي لاستقباله له، مؤكداً سعادته بزيارة السعودية ولقائه المسؤولين فيها. كما التقى الموفد الدولي وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. وأوضحت"وكالة الأنباء السعودية"أنه جرى خلال اللقاء البحث في جهود الأممالمتحدة في القضايا التي تهم منطقة الشرق الأوسط، والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وأصدر رود - لارسن، الذي كان زار بكين في اطار جولته على الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لضمان إجماع دولي حول مقاربة تطبيق القرار 1559، بياناً عن زيارته السعودية أكد فيه ان المملكة لاعب أساسي. ووصف محادثاته فيها بأنها"بناءة وواعدة مع تطابق قوي في وجهات النظر". وزاد:"نحن نعمل يداً بيد، والأمين العام وأنا نتطلع الى مواصلة هذه الشراكة". وأوضح أن موضوع المحادثات كان"تطبيق القرار 1559 الذي يدعو الى الاحترام الصارم لسيادة لبنان واستقلاله السياسي وانسحاب القوات الأجنبية ونزع سلاح الميليشيات وتفكيكها". وأشار الى ان المناقشات"ركزت على الحوار الوطني القائم بين مختلف الأفرقاء الذي توصل حتى الآن الى توافق على اقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسورية والتحديد الكامل للحدود الدولية بينهما". وأضاف:"تطبيق القرار 1559 يتم في اطار مناخ صعب ومتوتر في المنطقة حيث عدد من الحرائق تشتعل، مما يؤثر على جهودنا لتطبيقه". وقال:"ان انجاز كل الأهداف في القرار يبقى أولوية في أجندة الأمين العام". والتقى رود - لارسن ايضا في الرياض الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية. وقالت مصادر الأممالمتحدة أن العطية عبّر عن دعمه تطبيق القرار 1559 ولتحرك الأممالمتحدة.