قالت مصادر رسمية لپ"الحياة"امس ان تقرير القاضي البلجيكي سيرج براميرتز رئيس لجنة التحقيق باغتيال الرئيس رفيق الحريري"مهني جداً"و"يشجع سورية على استمرار التعاون البناء". وكان براميرتز أبلغ مجلس الأمن أول امس ان سورية وافقت على تزويد اللجنة بمعلومات وبيانات وبمعاينة مواقع ومبان على الأراضي السورية، وانها وعدت بالسماح للجنة بمقابلة أفراد ومسؤولين كبار بينهم الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع في الشهر المقبل. وكان مقرراً ان يعكف مسؤولون وخبراء في وزارة الخارجية على اجراء دراسة قانونية وسياسية للتقرير امس الاربعاء قبل اعطاء موقف رسمي منه الى مجلس الامن باعتبار ان نائب وزير الخارجية فيصل مقداد سيشارك في مناقشة التقرير في جلسة مجلس الامن. لكن القراءة الاولية للتقرير، تضمنت التعبير عن"الارتياح"ازاءه. وقالت المصادر الرسمية امس:"ان تقريراً كهذا يشجع على استمرار التعاون في شكل يؤدي الى كشف الحقيقة لأن في ذلك مصلحة لسورية". وكان واضحاً أن"الارتياح السوري"يستند الى عناصر عدة خصوصاً لدى مقارنته بالتقريرين السابقين اللذين قدمهما الرئيس السابق للجنة الدولية القاضي الألماني ديتليف ميليس. وقالت المصادر السورية ان التقريرين المذكورين:"تضمنا استخداماً سياسياً". وكان براميرتز نوه بنتائج المحادثات التي اجراها في دفعتين مع المسؤولين السوريين، سواء ما جرى في لقائه مع وزير الخارجية وليد المعلم ومعاونه احمد عرنوس والمستشار القانوني رياض الداودي في 23 الشهر الماضي او ما جرى في لقائه مع الداودي وعرنوس في"مونتفيردي"في شمال بيروت. وقالت المصادر امس ان براميرتز"اعطى قيمة وتقديراً لما قيل له من قبل الجانب السوري"، اضافة الى حديثه عن العمل مع اللجنة القضائية الخاصة برئاسة القاضي محمد نبيل الخطيب. وكان ميليس رفض التعاون مع اللجنة السورية. كما انه تحدث في تقريريه السابقين عن"تعاون غير كاف"من قبل دمشق، مشيراً الى عملية بمستوى اغتيال الرئيس الحريري"لا يمكن ان تنفذ من دون تعاون الاجهزة الامنية السورية واللبنانية". واذ رفضت المصادر التعليق مباشرة على ما جاء في التقرير من ان الوزير المعلم ابلغ اللجنة الدولية في التاسع من الشهر الجاري موافقة سورية على حصول لقاء بين براميرتز والرئيس الاسد ونائبه الشرع، فانها جددت التأكيد ان"التقرير مهني"ما يعني ان دمشق"موافقة على ما جاء فيه". وذهب نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد أبعد من ذلك، اذ نقلت عنه صحيفة"الثورة"الحكومية قوله ان التقرير"لم يتضمن أي شيء ضد سورية يمكن التعليق عليه"وانه"واقعي وفيه الكثير من المهنية"قبل ان يشير الى انه يختلف عن"التقريرين الفضائحيين"السابقين اللذين قدمهما ميليس. وعلى عكس المرتين السابقتين، اعلنت سورية انها حصلت رسمياً على نسخة من تقرير براميرتز الى مجلس الامن. وكان موضوع التعاون مع اللجنة الدولية بين القضايا التي بحثها المعلم في محادثاته الرسمية مع المسؤولين الروس. وقالت المصادر أمس ان المعلم ابلغ الروس"تمسك سورية بالتعاون الكامل مع اللجنة الدولية وانه وضعهم في جو الاتصالات مع براميرتز"، الأمر الذي علق عليه الجانب الروسي من ان"سورية متعاونة وان لا مبرر لفرض عقوبات اقتصادية"عليها. واستطراداً، سيزور وزير الاقتصاد عامر لطفي موسكو في الايام المقبلة لترؤس وفد بلاده الى اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة. وبعدما قالت المصادر السورية ان"تطابقاً كاملاً"ظهر في وجهات النظر بين المعلم والمسؤولين الروس ازاء معظم القضايا المطروحة واهمية"الدور الاقليمي"لسورية والعمل على احياء عملية السلام، اشارت الى ان المعلم"اكد ان الجانبين اتفقا على ضرورة احترام خيار الشعب الفلسطيني والتعامل مع الحكومة المستقبلية التي ستشكلها حماس". وتابعت المصادر ان الطرفين"اتفقا على وجوب نجاح الحوار الوطني اللبناني وضرورة اللقاء حول نقاط مشتركة والحفاظ على استقلال لبنان"، قبل ان تشير الى ان سورية"مستعدة لبحث جميع القضايا بانفتاح"تعليقاً على المعلومات التي افادت بأن رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة سيزور دمشق للبحث في"تحديد"مزارع شبعا واقامة علاقات ديبلوماسية.