قالت مصادر وزارية ل"الحياة"ان رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة لن يتوجه في القريب العاجل الى دمشق للقاء كبار المسؤولين السوريين للبحث معهم في اقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين، وتحديد الحدود اللبنانية ? السورية بما فيها منطقة مزارع شبعا المحتلة، وذلك بناء للرغبة المشتركة التي صدرت عن المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني اللبناني. وانشغل الوسط السياسي اللبناني بردود الفعل على نتائج المؤتمر، وبرفع تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، سيرج براميرتز الى مجلس الأمن الذي سيناقشه اليوم. وعبرت مصادر رسمية في دمشق عن ارتياحها الى التقرير، نظراً الى انه اشار الى تعاون سورية مع طلبات اللجنة معتبرة انه تقرير"مهني". ودعت باريس سورية الى الترجمة الملموسة لاستعداداتها بالتعاون مع لجنة التحقيق. راجع ص 6 و 7 الى ذلك، علمت"الحياة"ان إجراءات استرداد رنا قليلات الأمينة التنفيذية لبنك المدينة المطلوبة للقضاء اللبناني، من البرازيل بعد توقيفها هناك ستتم في وقت قريب جداً، لأن السلطات اللبنانية قامت بإجراءات الاسترداد القانونية لدى السلطات البرازيلية التي كانت متجاوبة، خصوصاً ان براميرتز اشار الى الحاجة لاستكمال التحقيقات في فضيحة بنك المدينة الذي لدى التحقيق الدولي شكوك حول ما اذا كانت الأموال التي سحبت منه ساهمت في جريمة اغتيال الحريري. وذكرت وكالة"رويترز"مساء امس ان قليلات نقلت امس الى مستشفى في ساو باولو بعد ان وجدت في زنزانتها وهي تنزف من معصمها. وذكرت مصادر الشرطة البرازيلية انها تحقق في الأمر من دون ان تستبعد ان تكون حاولت الانتحار. وقال ناطق باسم الشرطة:"لم يكن شيئاً جدياً لكن ما زال غير واضح كيف جُرحت". لكن محطة"المستقبل"التلفزيونية نقلت عن محاميها في البرازيل فيكتور معوض ان قليلات حاولت الانتحار بقطع أوتار يدها وأنها تعالج في المستشفى. لكنه استبعد الإفراج عنها"لأن الرأي العام البرازيلي يعتبرها إرهابية لها علاقة بجريمة اغتيال الرئيس الحريري"، كما نسب تلفزيون"المستقبل"لمعوض. ورحب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بنتائج مؤتمر الحوار الوطني، كذلك الناطق باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي والسفير السعودي في بيروت عبدالعزيز خوجة. وكانت مصادر وزارية قالت ل"الحياة"ان الرئيس السنيورة يربط زيارته دمشق بالحصول على ضمانات دولية - عربية لتوفير شروط النجاح لمحادثاته فيها، إضافة الى انه يفضل الانتظار ريثما يعقد مؤتمر القمة العربي في الخرطوم في 28 الشهر الجاري، ويكون في صورة المداولات بين القادة العرب على هامش القمة، خصوصاً بالنسبة الى مستقبل العلاقات اللبنانية ? السورية. وأشارت المصادر الى ان السنيورة يرغب في اعطاء فرصة للمداخلات العربية لدى القيادة السورية للتأكد من نجاح زيارته لئلا تقتصر على تشكيل لجنة مشتركة تتولى"تحديد الحدود"بين البلدين، نظراً الى ان رمي المشكلة على اللجنة يعني ان اتمام الاجراءات القانونية المعترف بها دولياً لتثبيت لبنانية المزارع سيتأخر، وربما لسنوات ما يعني ان الاشكالية المتعلقة بالمزارع ستبقى من دون حل. وكشفت ان قرار زيارة السنيورة دمشق أخذ بناء لطلب المؤتمرين، مشيرة الى ان الاخير اكد لهم انه لن يتردد في الزيارة على رغم ما لديه من مآخذ شخصية وسياسية بسبب التعرض له مباشرة، لافتاً الى انه بصفته رئيساً للحكومة لن يترك باباً عربياً ودولياً الا ويطرقه لمصلحة البلد. وحظي مشروع الزيارة بتأييد جماعي من المؤتمرين الذين اكدوا الوقوف الى جانب السنيورة وتعهدوا دعم موقفه، وكان لافتاً التعهد الذي قطعه رئيس المجلس النيابي نبيه بري على نفسه باتخاذ الموقف المطلوب في حال عدم استجابة دمشق لمسعاه. ولقي موقف بري تأييداً من المؤتمرين، وعلى رأسهم الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصر الله الذي سيلعب دوراً فاعلاً لتطبيق ما صدر عن المؤتمر بالنسبة الى جمع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ومعالجته في داخلها، ما دفع المؤتمرين الى صرف النظر عن تشكيل لجنة من المؤتمر لمساندة الحكومة في القرار الذي كانت اتخذته بجمع هذا السلاح. وأوضحت المصادر ان الجلسة الأخيرة من مؤتمر الحوار شهدت نقاشاً هادئاً لمستقبل العلاقات اللبنانية ? السورية، وان مداخلات رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط لم تشكل خرقاً لما تم التوصل اليه، مشيرة الى ان الأسلوب الجديد في التعاطي مع ملف العلاقات الثنائية سيلقى ارتياحاً لدى الدول العربية التي كانت نصحت بالتهدئة لتتمكن من التدخل لتوفير مناخ يسمح، وللمرة الأولى منذ اكثر من ثلاثين سنة، بمقاربة هذه المسألة انطلاقاً من التسليم بسيادة لبنان واستقراره، وعدم التدخل في شؤونه.