وجهت طهران أمس ضربة جديدة لاقتراح موسكو تخصيب اليورانيوم الإيراني في روسيا، عبر ربطه بشرط تمكن إيران ايضاً من التخصيب على أراضيها، في وقت أطلق الرئيس محمود احمدي نجاد مواقف جديدة من اسرائيل ستؤزم للمرة الثالثة العلاقات مع الأوروبيين بتشبيهه الصهيونية بالفاشية، وقوله ان الدولة العبرية أقيمت من أجل طرد اليهود من أوروبا. وعن الملف النووي، قال الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين الهام:"نريد أن نتمكن من التخصيب اليورانيوم في إيران، وكل اقتراح يستند إلى هذا المبدأ سينظر فيه، وسندرس الاقتراح الروسي على هذا الأساس". جاء ذلك بعدما بدا ان المسؤولين الإيرانيين اعتمدوا موقفاً مرناً حيال الاقتراح الروسي، عبر إعلانهم الأسبوع الماضي انهم سينظرون فيه وكانوا رفضوه سابقاً. ويهدف الاقتراح الذي يؤيده الأوروبيون والولاياتالمتحدة إلى تجنب تخصيب إيران اليورانيوم على أراضيها، وهي عملية تتيح الحصول على الوقود النووي وصنع القنبلة الذرية. وكان المسؤول الإيراني المكلف ملف المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي علي لاريجاني، قلل من أهمية الاقتراح الروسي واصفاً إياه بأنه مجرد"فكرة ليست ناضجة"تتضمن"مشاكل جدية". ويعبّر موقف الحكومة الإيرانية المتشدد الذي يمهّد الطريق لتصعيد مع المجتمع الدولي، عن مخاوف في طهران من إمكان مواجهة البرنامج النووي الإيراني أزمة في تأمين مصادر الوقود النووي، خصوصاً بعدما اثيرت أزمة الغاز بين روسيا وأوكرانيا، ما يدفع طهران إلى عدم الدخول في هذه المغامرة أو على الأقل عدم التسليم بمثل هذه الصفقة مع موسكو في مقابل ثمن زهيد. وتحدث لاريجاني عن اقتراح يلبي رغبة إيران في شراء جزء من الوقود النووي الذي تحتاجه من الخارج، بينما تكون الأولوية لديها لإنتاجه على أراضيها. ويستند الاقتراح الى انتزاع موافقة دولية على تشغيل نحو ستة آلاف وحدة طرد مركزي كانت إيران ركّبتها في منشآت"ناتانز"في عهد الرئيس السابق محمد خاتمي، كخطوة تساعدها في كسب اعتراف بدخولها نادي الدول المنتجة للوقود النووي. كما يمهد الاقتراح الطريق أمامها للاعتماد على قدراتها الذاتية في إنتاج الوقود الذي تحتاجه لتشغيل منشآتها في حال تخلى الغرب وروسيا عن تزويدها ما تحتاجه. على صعيد آخر، قال أحمدي نجاد في ردود خطية على أسئلة لمواطنين نشرت في صحف إيرانية إن إقامة دولة إسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية"أصابت عصفورين بحجر واحد"بالنسبة إلى أوروبا. ورأى أن الهدفين اللذين حققتهما أوروبا هما"طرد اليهود من أوروبا وفي الوقت ذاته إقامة زائدة أوروبية ذات طبيعة صهيونية معادية للإسلام في قلب العالم الإسلامي". وزاد:"الصهيونية فكر غربي وفكرة استعمارية، وهي الآن تذبح المسلمين بتوجيه مباشر ومساعدة من الولاياتالمتحدة وجزء من أوروبا. الصهيونية هي أساساً شكل جديد للفاشية". وتساءل أحمدي نجاد مجدداً عن سبب اعتبار البحث في عدد الذين قتلوا في محارق النازية أو مناقشته من المحرمات، وقال:"إذا كان صحيحاً أن ألمانيا قتلت ملايين من اليهود فلماذا لا تدفع أوروبا الثمن باعتبارها المرتكب الرئيس للجريمة". وكان الرئيس الإيراني أثار غضب الدول الأوروبية المشاركة في مفاوضات الملف النووي، باقتراحه قبل فترة"نقل"إسرائيل إلى أوروبا أو أميركا الشمالية.