جدّد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي تهديد بلاده باستئناف تخصيب اليورانيوم على نطاق واسع إذا أحيل ملفها على مجلس الأمن، في وقت أبدى ومسؤولون آخرون في الحكومة الايرانية، اهتماماً باقتراح موسكو عمليات تخصيب لمصلحة طهران في الاراضي الروسية. تزامن ذلك مع رد وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار على تهديدات اسرائيلية مبطنة بمهاجمة المنشآت النووية لبلاده، بإعلان قدرتها"وحلفائها"على ادخال الدولة العبرية"في غيبوبة دائمة"كحال رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون. ويجتمع وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن زائد ألمانيا في لندن الاثنين المقبل، في محاولة لحل الخلافات مع الصينوروسيا الحريصتين على تسوية أزمة الملف النووي الإيراني داخل الوكالة الدولية للطاقة النووية، وتفادي احالة إيران على مجلس الأمن، الامر الذي يحسم خلال الاجتماع الطارئ لمجلس حكام الوكالة في الثاني من شباط فبراير المقبل. راجع ص 7 وفي وقت حض متقي"الترويكا الاوروبية"بريطانيا وفرنسا وألمانيا على اعادة النظر في قرارها وقف المحادثات مع طهران، منذ اعلانها استئناف البحوث النووية، ابدى كبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني بعد محادثات في موسكو، تفاؤله بمشروع مشترك لتخصيب اليورانيوم على الأراضي الروسية، على ان تستكمل المحادثات في هذا الشأن الشهر المقبل. وأعلنت السفارة الإيرانية في بكين أن لاريجاني سيتوجه إلى الصين اليوم، في زيارة تستمر يومين، يلتقي خلالها"كبار المسؤولين"استباقاً لاجتماع لندن الذي يتوقع ان تحض خلاله وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس نظراءها في"الترويكا"وروسياوالصين، على تبني وجهة نظر واشنطن في اجتماع الوكالة الدولية. في دافوس، شكّك الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في إمكان توصل الوكالة إلى قرار بإحالة إيران على مجلس الأمن في هذا الاجتماع، فيما جدد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ترحيبه بالاقتراح الروسي الذي رأى فيه حلاً للأزمة. وفي نيودلهي أ ف ب، حذر السفير الأميركي ديفيد مولفورد من أن الهند قد تخسر اتفاق تعاون نووي مع الولاياتالمتحدة في حال لم تدعم موقف بلاده ضد إيران في الاجتماع المقبل للوكالة الدولية. واقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنشاء شبكة دولية لمحطات نووية مدنية برعاية الوكالة، تزود الطاقة للدول المحرومة منها على أسس"عادلة". وقال بوتين في سان بطرسبورغ:"من الضروري إنشاء نموذج بنى تحتية شاملة يسمح بضمان الوصول العادل إلى كل الدول المعنية بالطاقة النووية، ضمن مبدأ الاحترام الصارم لمتطلبات حظر انتشار السلاح النووي". وزاد ان"روسيا مستعدة لبناء مثل هذه الشبكة الدولية على أراضيها"، على ان تعمل"تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وقال إن موسكو ستناقش مع شركائها هذه الفكرة خلال قمة مجموعة الثماني في سان بطرسبورغ. وتتناول الفكرة الروسية إنشاء محطات كاملة تتولى كل مراحل عملية تخصيب اليورانيوم وتبنى في دول مستقرة. من جهة أخرى، ابدى وزير الخارجية الايراني ترحيب بلاده بفكرة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير زيارة مواقع"المحرقة"اليهودية في اوروبا، بعدما شكك الرئيس محمود أحمدي نجاد بحصولها. وقال متقي:"مستعدون لإرسال فرق تحقيق مستقلة"الى تلك الأماكن، مبدياً اسفه لانتقادات"غير لائقة"استخدمها بلير لرفض فكرة تنظيم مؤتمر عن"المحرقة"في طهران. ورداً على التهديدات الإسرائيلية المبطنة بشن هجوم على إيران، قال وزير الدفاع الإيراني:"لا تتمتع إسرائيل بالشجاعة لمهاجمة إيران وإذا ارتكبت مثل هذه الغلطة الكبيرة، فان المدافعين عن الجمهورية الإسلامية سيدخلون إسرائيل في غيبوبة دائمة مثل شارون"، واصفاً الولاياتالمتحدة والدولة العبرية ب"الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر"، ومتهماً واشنطن باستخدام الحرب النفسية لترهيب بلاده.