ينتظر ان يلقي الرئيس الاميركي جورج بوش مساء الثلثاء خطابه السنوي عن"حال الاتحاد"ليرسم معالم سياساته الداخلية والخارجية للسنة الجديدة، وسط توقعات بإطلاق مبادرات جديدة على صعيد الوضع الاقتصادي الذي شهد تراجعا في نسبة النمو خلال العام الماضي، للمرة الاولى منذ ثلاث سنوات. ويأتي خطابه التقليدي المتلفز هذه السنة وسط مخاوف في اوساط الجمهوريين إزاء احتمال خسارتهم الغالبية في الكونغرس في الانتخابات النصفية المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، بعد سلسلة فضائح سياسية ومالية ضربت البيت الابيض، وتراجع الثقة الشعبية بقدرة الادارة على ضبط الاوضاع في العراق، فيما تدنت شعبية الرئيس وتعمقت حدة الانقسام والاستقطاب بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي. وسيسعى بوش، في خطابه امام مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس، الى إعطاء نبرة تفاؤل إزاء ما تم تحقيقه خلال العام الماضي مع محاولته اقناع الاميركيين بأنه ما زال يملك زمام المبادرة على رغم الفضائح التي احبطت إدارته، فيما أظهر آخر استطلاع للرأي أجراه معهد"غالوب"ان ستة من أصل عشرة أميركيين قالوا ان الرئيس كان فاشلاً في ولايته الثانية، على رغم ان شعبيته تحسنت أخيراً، وارتفعت الى 43 في المئة من 37 في المئة قبل ثلاثة شهور. والى جانب محاولته بث الثقة بالاقتصاد الوطني وتدعيم فرص حزبه في الانتخابات النصفية، سيؤكد بوش التزامه مواصلة الحرب على الارهاب والتي يرى ان العراق هو جبهتها المركزية. ويتوقع مراقبون ان يعدد بوش الانجازات السياسية التي تحققت في العراق الجديد وصولا الى الانتخابات العامة التي جرت أخيراً بمشاركة شعبية كثيفة، واهميتها في اطار استراتيجيته المعلنة لإحداث تحول نحو الديموقراطية في الشرق الاوسط، كجزء من خطته الدولية لمكافحة الارهاب. كما يتوقع ان يتناول الرئيس الاميركي المواجهة مع ايران إزاء برنامجها النووي وقرار واشنطن التمسك بالخيار الديبلوماسي لتسوية الازمة بالتنسيق مع المجتمع الدولي من دون التخلي عن الخيار العسكري كحل أخير في حال فشل الوسائل السلمية. ولم يعرف امس ما إذا كان سيتطرق في اطار عرضه للسياسات الخارجية للملف السوري - اللبناني وكذلك الفلسطيني - الاسرائيلي، خصوصاً في ضوء نتائج الانتخابات الاخيرة التي شهدتها الاراضي الفلسطينية والتي حققت فيها"حركة المقاومة الاسلامية"حماس انتصاراً كبيراً، بعد نجاحات ملفتة لجماعة"الاخوان المسلمين"في الانتخابات البرلمانية المصرية، وكذلك فوز التحالف الشيعي في العراق، والذي تسيطر عليه التيارات الدينية. وسيدافع بوش في خطابه أيضاً عن سياساته السابقة، بما فيها القوانين الخاصة بالامن الوطني والحرب على الارهاب، فضلا عن قراره السماح بفرض رقابة على الاتصالات الدولية لأميركيين يشتبه بإنتمائهم الى تنظيمات ارهابية. ولم يستبعد مراقبون ان يعلن بوش خفضاً اضافياً في الضرائب وتعديلات في برنامج التأمين الصحي إضافة الى ايلائه الاهتمام بارتفاع أسعار النفط ودعمه تطوير بدائل للطاقة تقلل من اعتماد الاقتصاد الاميركي على النفط المستورد، خصوصاً من الشرق الاوسط.