أكد رئيس الاحتياط الفيديرالي الأميركي بن برنانكي أن الارتفاعات الأخيرة في الأسعار العالمية للنفط لن تعزز احتمالات التضخم أو تزيد من المخاوف في شأنه، مشيراً إلى أن هذا من بين الأسباب التي جعلت البنك المركزي الأميركي يرفع في شكل تدريجي ومتوقع أسعار الفائدة. وقال برنانكي في خطاب أمام مدرسة وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية في جامعة برنستون حيث عمل أستاذاً في الماضي:"إن ارتفاعات أسعار النفط في السنوات القليلة الماضية، وعلى عكس ما حصل في السبعينات، لم تعزز في شكل كبير توقعات التضخم البعيدة المدى والتضخم الأساسي". وبحسب صحيفة"وول ستريت جورنال"النيويوركية، عزا رئيس الاحتياط الفيديرالي إلى الثقة العامة"بقاء أي زيادات في التضخم موقتة وبقاء التضخم على المدى الطويل متدنياً". وهكذا، وعلى عكس السبعينات، حين دفعت أسعار النفط المرتفعة الاحتياط الفيديرالي إلى رفع أسعار الفائدة في شكل حاد،"تمكن الاحتياط من اتباع سياسة تدريجية ومتوقعة أكثر من ذي قبل". ووصف خطاب برنانكي، وهو الأول له منذ توليه منصبه في 1 شباط فبراير الجاري، كيف أصبح حكام البنوك المركزية والأكاديميون يثمنون عالياً أهمية استقرار الأسعار. ومع أنه لم يناقش أي أهداف تضخمية، فقد استجاب برنانكي إلى ما يمكن أن يكون الاعتراض الرئيس لتبني أهداف من هذا النوع، وهو أمر لا يخفي برنانكي تأييده له. ويهدف الاحتياط بحسب القانون إلى تثبيت الأسعار وتعزيز التشغيل إلى حده الأقصى. ويرى معارضو الأهداف التضخمية، ومنهم زملاء لبرنانكي وأعضاء في الكونغرس، أن وضع هدف رقمي للتضخم يجعل الاحتياط الفيديرالي يعطي انتباهاً أقل إلى دعم النمو الاقتصادي والتشغيل. وقال برنانكي:"إن استقرار الأسعار والتشغيل في حده الأقصى أمران متكاملان في شكل شبه كامل. وعلى أي حاكم لأي بنك مركزي لا يرى استقرار الأسعار أولوية بذاته أن يحذر استخدام تثبيت الأسعار كوسيلة لتعزيز أهداف حساسة أخرى". وأشار برنانكي إلى أنه في الستينات كان تحقيق تضخم منخفض يتطلب تشغيلاً عالياً. لكن ذلك أُبطل، برأيه، نظرياً ثم بالبرهان، حين ارتفع التضخم من دون أن يتدنى التشغيل في السبعينات. وقال برنانكي إن أي بحوث"قاطعة"لا تدل على أن التضخم المنخفض يفضي إلى نمو اقتصادي أعلى. لكنه أكد أن التضخم الأعلى يفضي إلى فقاعات وانهيارات أكثر. وفي السبعينات، حين كان التضخم مرتفعاً وظل الرأي العام يتوقع تضخماً أعلى، رفع الاحتياط الفيديرالي أسعار الفوائد في شكل حاد، في محاولة لضبط الوضع التضخمي المتفاقم، بحسب وصفه. لكن في البداية لم يرفع الاحتياط أسعار الفائدة بشكل كافٍ لتخفيض التوقعات التضخمية،"ما أضاف"، برأيه،"مزيداً من الحساسية للإنتاج والتشغيل". وفي تطور معاكس، قال برنانكي، ترافق تراجع التضخم والتوقعات التضخمية في عهد سلفه، ألان غرينسبان، بالترافق مع نمو وتشغيل أكثر استقراراً وحالتي ركود معتدلتين فقط خلال 18 سنة. وقال إن التوقعات التضخمية المستقرة تساعد الاحتياط الفيديرالي على خفض أسعار الفائدة مثلما تدعو الحاجة استجابة لأوجه الضعف في الاقتصاد التي تهدد التشغيل.