رحّلت السلطات المغربية في مدينة وجدة الحدودية مع الجزائر 188 مهاجراً غير شرعي غالبيتهم يتحدرون من بلدان الساحل الافريقي جنوب الصحراء، اضافة الى 35 جزائرياً ومنتمين الى جنسيات مختلفة، الى مواقع انطلاقهم من غرب الجزائر. وعزت ذلك الى تسللهم الى الأراضي المغربية بهدف العبور نحو أوروبا عبر مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين شمال البلاد. وهذه المرة الثانية التي تُبعد فيها السلطات المغربية مهاجرين غير شرعيين الى الجزائر، إذ رحّلت في مطلع الشهر الجاري أكثر من 500 مهاجر يتحدرون من جنسيات جزائرية وباكستانية وسورية وأخرى في بلدان الساحل الافريقي. واعتقلت السلطات في اليومين الأخيرين عشرة مهاجرين من بلدان افريقية حاولوا التسلل الى مليلية عبر مدينة الناضور المحاذية على الساحل المتوسطي. ورأى مراقبون انه على رغم الاجراءات الأكثر تشدداً في مواجهة تنامي الهجرة غير الشرعية، والتي تمثلت في ترحيل آلاف المهاجرين واقامة متاريس وخنادق للحؤول دون محاولاتهم اقتحام الأسوار الشائكة المحيطة بالمدينتين المحتلتين، فإن وتيرة الهجرة لم تتوقف وإن كانت حدتها خفت بعض الشيء، في وقت تتواصل فيه جهود مغربية وأوروبية لعقد مؤتمر أورو - أفريقي بهذا الصدد تستضيفه الرباط. وذكرت المصادر ان الموضوع شكل محور محادثات خلال الجولة الافريقية التي قام بها العاهل المغربي الملك محمد السادس الى غامبياوالكونغو برازفيل ثم الكونغو الديموقراطية بهدف حشد التأييد للمؤتمر الذي يعتبر الأول من نوعه. وكان المغرب والجزائر تبادلا التهم حول المسؤولية في تشجيع الهجرة غير الشرعية. غير ان دخول الاسبان والفرنسيين على الخط قلل من تداعيات الملف على علاقات البلدين الجارين التي يكتنفها التوتر والحذر. في غضون ذلك، ما زالت مفوضية اللاجئين ترعى تبادل الزيارات بين وفود الصحراويين المنضمين الى المغرب والمنتسبين الى جبهة"بوليساريو"بهدف معاودة بناء الثقة. وبدأت رحلة جديدة من السمارة الى تندوف الجزائرية أول من أمس شارك فيها 37 شخصاً من سبع أسر من مدينة السمارة على متن طائرة تابعة ل"المينورسو"عادت تقل 31 شخصاً آتين من مخيمات تندوف. وعبّر مسؤولون في بعثة المينورسو عن ارتياحهم إزاء استمرار تبادل الزيارات، وإن كان صحراويون انشقوا عن جبهة"بوليساريو"فضّلوا البقاء في المغرب، لكن ذلك لم يحل دون مواصلة البرنامج الذي يرتدي طابعاً انسانياً محضاً.