سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اسئلة عما اذا كان القرار في الملف الرئاسي بيد دمشق ... و" 14 آذار" تفضل البحث مع القيادات الشيعية . طهران تؤمن حضورها في المشهد السياسي بدعمها لحود وتأمل التفاوض معها أو مع "حزب الله" لازاحته
قالت مصادر لبنانية رسمية ل"الحياة"ان الانطباع الذي يعطيه التحرك الايراني الحثيث على الساحة اللبنانية هو ان طهران تتحدث عن دعم الرئيس اميل لحود في هذه المرحلة التي تتصاعد خلالها الحملة لإسقاطه،"ليس لأنها تساند بقاءه في السلطة بل لأنها تأمل من تحالف قوى 14 آذار ان تنفتح على الجانب الايراني للبحث في موضوع الرئاسة اللبنانية، اذ ان تحالف هذه القوى فتح المعركة من دون ان يبحث الامر لا مع طهران ولا مع حزب الله". وتشير المصادر اللبنانية الرسمية الى ان اجتماعات مسؤولين لبنانيين مع الجانب الايراني انتهت الى توضيح الاخير بأن لقاءات موفدي طهران الى بيروت مع لحود وتأكيدهم دعمه،"لا تعني ان طهران تقف في وجه محاولات إسقاطه، بقدر ما تهدف الى التأكيد للمعنيين انها حاضرة في المشهد السياسي اللبناني ولا يجوز تجاهلها ولا تجاهل حليفها الرئيسي حزب الله". وكان وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي زار بيروت وأكد دعم سياسة لحود في 16 الشهر الجاري، ثم زارها أول من امس وزير الطاقة برويز فتاح وأعلن ان طهران سترفع وتيرة دعمها للبنان سياسياً واقتصادياً واجتماعياً"تقديراً لمواقف لحود". ودفع تصاعد الدعم الايراني للحود، والذي سبقه تحرك ايراني لافت خلال الشهرين الماضيين أهمه زيارة الرئيس محمود احمدي نجاد الى دمشق الشهر الماضي لمساندة دمشق في وجه الضغوط الاميركية عليها ولقاءات مسؤولين ايرانيين مع حلفاء لدمشقلبنانيين وفلسطينيين وتقديم الدعم لهم، اوساطاً لبنانية في السلطة الى التساؤل عما اذا كان القرار النهائي في شأن القضايا الرئيسة في لبنان العالقة بين لبنان وسورية بات في يد طهران اكثر مما هو في يد دمشق. ويقول مصدر وزاري ان طهران باتت منغمسة في الوضع الداخلي اللبناني، وفي العلاقة مع القيادة السورية بحيث حلّت مكان دمشق في عدد لا بأس به من التفاصيل، التي لم يعد المسؤولون السوريون قادرين على متابعتها منذ انسحابهم، وبفعل الرقابة الدولية الضاغطة على تدخلهم في الشؤون اللبنانية. وتعليقاً على الأنباء التي تحدثت عن ان المملكة العربية السعودية ومصر قد تتحركان في اتجاه دمشق لدعوة الرئيس بشار الأسد الى تسهيل تنحية الرئيس لحود من اجل تفادي المزيد من التأزم في لبنان، وان هذا ما تمنته الادارة الاميركية، سأل المصدر الوزاري:"هل تستطيع دمشق اتخاذ القرار في هذا الشأن وحدها أم أن الامر بات يتطلب موافقة طهران ايضاً؟". ويرى المصدر الوزاري نفسه ان امتلاك طهران للأوراق في لبنان وفي اطار العلاقة اللبنانية - السورية، له علاقة بالمواجهة الاقليمية والدولية التي تخوضها الآن على صعيد الملف النووي وتخصيب اليورانيوم، اضافة الى اوراقها الاخرى في العراق وفلسطين وافغانستان، وبالتالي فإن ما يدور بينها وبين المجتمع الدولي على صعيد هذا الملف يلعب دوراً في تحديد وجهة استخدامها لأوراقها في لبنان وفي العلاقة مع سورية. ويدعو المصدر الوزاري الى ترقب اجتماع مجلس ادارة الوكالة الدولية للطاقة في 6 آذار مارس المقبل الذي سيحسم ما اذا كان هذا الملف سيحال الى مجلس الامن الدولي أم لا. ويرصد المصدر الوزاري نفسه مظاهر التشدد الدولي والاقليمي تجاه طهران، ومدى تأثيرها على موقفها في لبنان، بالاشارة الى ما أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ان المجتمع الدولي حاسم في رفض تخصيب طهران اليورانيوم على اراضيها، والى التحرك الذي قامت به وزيرة الخارجية الاميركية في المنطقة خلال الاسبوع الماضي والذي بدأ بالقاهرة والرياض مروراً ببيروت، انتهاء بلقائها وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في ابو ظبي، الذي صدر عنه بيان مشترك عبّر عن القلق من انتشار التكنولوجيا النووية في المنطقة، من دون تسمية ايران مباشرة. وشدد في فقرة واضحة على"ضرورة التزام جميع الاطراف المعنية بقرارات مجلس الامن الرقم 1559، وكذلك 1636 و 1644"الخاصة بلجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وأشار المصدر الوزاري الى انها المرة الاولى التي يشير فيها مجلس التعاون الى هذه القرارات في هذا الشكل وان القرار الاول يشمل اجراء انتخابات رئاسية في لبنان من دون تدخل خارجي. وفي انتظار وضوح مدى علاقة المواجهة بين ايران والمجتمع الدولي مع ما يجري على الساحة اللبنانية، بما فيها مسألة رئاسة الجمهورية، تقول المصادر الرسمية ان المسؤولين الذين التقوا المسؤولين الايرانيين في ظل حركة طهران الكثيفة في لبنان ان الوزير متقي حرص خلال محادثاته في بيروت على التأكيد ان علاقة بلاده مع عدد من الدول العربية آخذة في التحسن خصوصاً مع المملكة العربية السعودية، حيث كان هناك موفد ايراني اثناء وجود الوزير الايراني في بيروت وان ايجابيات التحسن الى تزايد... كما أوحى متقي بأن لا صحة للمخاوف من ان هناك محوراً سورياً ? ايرانياً في وجه الدول العربية الاخرى... وحرص على التأكيد ان بلاده ستقدم مساعدات سخية للبنان اقتصادياً وخصوصاً في مجال الطاقة. كما ان مسؤولين ايرانيين آخرين حرصوا على طمأنة جهات لبنانية بأن لا صحة للقول ان طهران تستخدم"حزب الله"كأحد اوراقها في المواجهة مع أميركا حول الملف النووي أو غيره"لأننا لسنا في حاجة الى ورقة كهذه فلدينا ما يكفي من قدرات في افغانستان، وبحر قزوين، والعراق وفلسطين في أي مواجهة...". وتتفق المصادر الرسمية والمصادر الوزارية المتابعة للتحرك الايراني على الحذر من مفاوضة طهران على حسم الموضوع الرئاسي في لبنان نظراً الى اعتقادها بأن ربطه بمناورات طهران في شأن المواضيع الاقليمية والدولية الاخرى هو فوق طاقة لبنان وقدراته وحجمه، وبالتالي ترى وجوب تسريع اطلاق الحوار مع قيادتي التحالف الشيعي لحركة"أمل"و"حزب الله"لأنهما يمثلان طائفة اساسية تحتاج ازاحة لحود الى مشاركتهما في هذه الخطوة مما يساعد على الخروج من التأزم السياسي الحاصل في البلاد، بموازاة تحرك قوى 14 آذار في اتجاه العماد ميشال عون من اجل اقناعه بالسير فيها. وذكرت اوساط الاكثرية وقيادات 14 آذار ان الوزيرة رايس نصحت بالتواصل مع القوى الشيعية وتكثيف الحوار معها لتسهيل عملية ازاحة لحود، من باب تأكيدها انها تترك للبنانيين ان يعملوا على اقامة المناخ السياسي الداخلي لإنجاح هذه الخطوة لأنها لا تريد التدخل في كيفية تحقيقها. وقالت مصادر في تحالف 14 آذار ان زعيم تيار"المستقبل"النائب سعد الحريري تولى خلال الايام الماضية هذه الاتصالات خصوصاً مع حركة"أمل"والرئيس نبيه بري، وعبر بعض الاتصالات غير المباشرة مع"حزب الله"وان هذه الاتصالات ستتكثف خلال الايام المقبلة على قاعدة اولوية تنحية لحود، مقابل التعاطي مع قضية نزع سلاح"حزب الله"استناداً الى صيغة مواصلة الحوار بين الافرقاء اللبنانيين حول هذه النقطة بعد انتخاب رئيس جديد ومجيء حكومة جديدة.