اكد اسماعيل هنية القيادي البارز في حركة"حماس"في حديث لوكالة"فرانس برس"امس ان"حماس"ستخوض العمل السياسي بعد دخولها المجلس التشريعي بشكل متواز مع المقاومة، معتبراً ان سلاح حركته مرهون بوجود الاحتلال. وقال هنية الذي بدا منهكاً بسبب الخطابات والندوات اليومية التي يشارك فيها في اطار حملة حركته للانتخابات التشريعية والتي يتصدر قائمتها، ان"حماس ستعمل في ميدان المقاومة وفي الميدان التشريعي والعمل السياسي، ولا تناقض بينهما". ورأى هنية 43 عاما المتحدر من بلدة الجورة قرب المجدل في عسقلان داخل اسرائيل، ان"حماس"تخوض الانتخابات التشريعية"لحماية حق المقاومة وحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه". واكد هنية ان"حماس"لن تتصرف على اساس ردود الفعل في تعاملها مع عمليات الاغتيال الاسرائيلية بعد دخولها المجلس التشريعي. وقال"مقاومة حماس غير مرهونة بالردود المقاومة، بل مستندة الى رؤية". ورفض هنية تخلي"حماس"عن سلاحها معتبراً المطالبة بذلك"شرطا تعجيزياً. السلاح شرعي وهو مرهون بوجود الاحتلال". لكنه اضاف:"اذا رحل الاحتلال الاسرائيلي عن الارض واستعاد الشعب الفلسطيني حقوقه وتمتع بدولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة عاصمتها القدس الشريف، حينئذ لن يكون من مبرر للسلاح". وكرر ان موضوع التفاوض مع اسرائيل،"غير مطروح على اجندة"حماس"لان تجربة المفاوضات السابقة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي فاشلة، وحماس لا تكرر تجارب فاشلة وموازين القوى دائما تصب لصالح الطرف القوي في المفاوضات". وقال هنية ان"حماس"تؤيد اقامة دولة فلسطينة مستقلة عاصمتها القدس على الاراضي التي احتلت عام 1967 كحل"مرحلي"على ان تحتفظ الحركة برؤيتها في حدود"فلسطين التاريخية وعدم الاعتراف بشرعية الاحتلال". واوضح ان"حماس تريد دولة مدنية ذات مرجعية اسلامية"لكن بعد توفر مقومات الدولة، ولا سيما"رحيل الاحتلال وعودة الارض والسيادة بعدها ستعرض حماس هوية هذه الدولة على الشعب وستحترم ارادته". وبعد ان اعتبر ان المشاركة في الحكومة الفلسطينية امر مهم وسيكون حاضرا بقوة، اكد ان"حماس"ستعطي موقفها الرسمي بشأنه بعد الانتخابات لانها"تتحرك من منطلق تقديرها لمصالح شعبنا الفلسطيني العليا". وبشأن زيادة الضغوط الدولية على"حماس"بسبب تمسكها بسلاحها قال هنية ان"حماس لا تغفل المعادلة الدولية"، لكنه استدرك قائلاً ان"هناك فرقاً بين من يخضع للضغوط ويتنازل ويتراجع عن المواقف والحقوق والثوابت في اشارة ضمنية الى السلطة الفلسطينية وبين التعامل مع الاسرة الدولية بشكل متوازن ومنفتح". واضاف:"ليس لدينا اي مشكلة في اقامة علاقة مع اي دولة في الاسرة الدولية". وكشف مجددا ان هناك"اتصالات من دول اوروبية مع قيادات حماس في الداخل والخارج ليست مرتبطة بالانتخابات وهي اتصالات سابقة واستمرت". واستبعد هنية تحول حركته الراديكالية الى حزب سياسي لكنه شدد على"اهمية العمل السياسي ضمن اجندة الحركة، ولا بد ان تتحرر الارض اولا من الاحتلال حتى نعيش في اجواء مستقرة وحتى تسمح الاجواء لعمل حزبي بمفهوم الحزب". وبشأن المطالبة بعودة قادة"حماس"واللاجئين الفلسطينيين الى الاراضي الفلسطينية، قال هنية:"حق العودة حق مكفول وثابت. نطالب بعودة قيادة حماس وقيادة الشعب الفلسطيني والشعب كله، ولكن توقيت العودة مرهون بالظروف المناسبة والملائمة". ويسكن هنية في مخيم الشاطىء الفقير للاجئين على شاطىء مدينة غزة في منزل من طبقتين وله 13 من الابناء والبنات. وانسجاماً مع اعتبارها"الاسلام"احد ثوابتها، ترفع"حماس"العلم الفلسطيني الذي يحمل عبارة الشهادتين في وسطه الابيض خلال الحملة الانتخابية. وقال هنية:"حماس تريد ان يكون العلم مجللا بالشعار لا اله الا الله محمد رسول الله لكن هذا الامر يأتي في سياق تفاهم وطني وقبول شعبي وتراض. هذا علمنا وعلم الجميع".