وقعت الهندوفرنسا اتفاقاً لمواصلة التعاون في المجال النووي المدني ل"غايات سلمية"، وذلك في أعقاب محادثات أجراها الرئيس الفرنسي جاك شيراك مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في نيودلهي أمس. وأكد الطرفان مراعاة التزاماتهما وتعهداتهما الدولية في الاتفاق، وأملاً في حصول تعديل لمصلحة الهند في إطار التعاون الدولي في مجال الطاقة النووية المدنية، باعتبار انها لم تصادق على معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية منذ اعلانها تحولها الى قوة نووية عام 1998. وحدد البلدان مجالات التعاون المستقبلي الذي يمكن ان يشمل الابحاث والتبادل وتدريب الموظفين في المجال العلمي وتطبيق"الطاقة النووية لانتاج الكهرباء وإطلاق مشاريع تشييد محطات كهربائية وإدارة الوقود النووي التخصيب وإدارة النفايات النووية. وجاء ذلك بعد توقيع ميثاق بين سينغ والرئيس الأميركي جورج بوش في تموز يوليو 2005، تعهد بوش بموجبه بمطالبة الكونغرس برفع العقوبات المفروضة على نيودلهي من اجل الإفساح في المجال أمام تعاون نووي مدني، في مقابل موافقة الهند على فصل برامجها المدنية والعسكرية والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفقد مواقعها المدنية. ودافع الرئيس الأميركي الذي يزور الهند في مطلع آذار مارس المقبل، عن مشروع الاتفاق مع الهند، في وقت يمنع القانون الاميركي تصدير اي تكنولوجيا يمكن ان تساهم في البرنامج النووي، الى دولة لم تصادق على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وأعلن نيكولاس بيرنز مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، اقتراب الدولتين من توقيع اتفاق بنسبة 90 في المئة. وشملت الاتفاقات الموقعة بين فرنساوالهند ثمانية أخرى لتعزيز التعاون في مجال الدفاع عبر إجراء تدريبات مشتركة وإنتاج معدات عسكرية، والفضاء والعلوم والتكنولوجيا، ومضاعفة حجم التبادل التجاري الذي يبلغ حالياً 4،2 بليون دولار. وقال سينغ في مؤتمر صحافي مشترك مع شيراك إن الاتفاقات الموقعة تتعلق بمجالات"حيوية"، ووصف الإعلان المشترك في شأن التعاون في الطاقة النووية المدنية بأنه"خطوة مهمة"في اتجاه التوصل إلى اتفاق تعاون ثنائي في المجال النووي، والذي يوجب فصل نيودلهي منشآتها النووية المدنية عن تلك العسكرية. وأعلن شيراك أهمية تطوير علاقات الصداقة والتفاهم القديمة مع الهند وتقويتها. وكانت مصادر مقربة من شيراك أكدت عدم وجود أي خلافات سياسية بين الولاياتالمتحدةوفرنسا في شأن البرنامج النووي الهندي،"في ظل إجراء باريس محادثات مع الأميركيين حولها منذ سنوات". وايضاً، وقع مسؤولون تنفيذيون للشركات الفرنسية انضموا إلى الوفد المرافق لشيراك سلسلة اتفاقات، بينها بيع 43 طائرة من طراز"ايرباص"للخطوط الجوية الهندية بقيمة 2.5 بليوني دولار.