برز خلاف عميق بين الولاياتالمتحدةوفرنسا حول الاقتراح الأميركي بمشاركة حلف شمال الاطلسي الناتو في عملية حفظ السلام في دارفور. وفيما عززت الحكومة السودانية موقفها الرافض لاستبدال قوات دولية بالقوات الافريقية في الاقليم وحذرت من إكمال الأمر من دون مشاورتها وموافقتها، اعلنت الخرطوم أمس رفضها وساطة الأممالمتحدة واريتريا في أزمة شرق السودان. وقال وزير الدولة للخارجية السوداني السماني الوسيلة إن موافقة الحكومة على حلول قوات أخرى محل القوات الافريقية في دارفور تعد شرطاً أساسياً لاتخاذ أي خطوة في هذا المجال من قبل المؤسسة الدولية، لافتاً الى صعوبة تحقيق الأمن والاستقرار في دارفور من غير تعاون الحكومة. ونبه السماني الى الآثار السلبية المترتبة على وجود قوات دولية في دارفور، وتساءل قائلاً:"إذا كانت هناك امكانات لإرسال قوات جديدة لدارفور من قبل الأممالمتحدة والمجتمع الدولي وتكلفتها أضعاف ما تحتاجه قوات الاتحاد الافريقي، فلماذا لا تدعم القوات الافريقية؟". ولم يخف الوسيلة في مؤتمر صحافي مخاوف الحكومة من ان تكون هناك"أجندة أخرى يريد بعض الجهات ان ينفذها في دارفور بدل البحث عن السلام". وعما أثير في شأن تحويل قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام في الجنوب الى دارفور، قال السماني إن القوات في الجنوب جاءت بطلب من الحكومة و"الحركة الشعبية"و"تقوم بعمل طيب". إلى ذلك، قالت تقارير ان فرنسا لديها تحفظات عن توسيع دور حلف"الناتو"في دارفور وتفضل ان تتولى قوات الاتحاد الافريقي مهمة حفظ الأمن والاستقرار في الاقليم. وانتقل نائب وزيرة الخارجية الأميركية روبرت زوليك من باريس الى ميونخ ليطرح أمام مؤتمر أمني بدأ اعماله هناك خطة تتضمن مشاركة حلف"الناتو"في احلال السلام في الاقليم، وقال ان الحلف يمكن ان يقدم تسهيلات لوجستية واستخباراتية ومساعدات في التخطيط لقوات حفظ السلام الافريقية الموجودة هناك حالياً. وقال زوليك ان واشنطن تسعى الى تعجيل عملية نقل مهمات قوات حفظ السلام الافريقية في دارفور الى قوات دولية، بحسب ما ورد في بيان رئاسي لمجلس الأمن الجمعة. لكن خبراء توقعوا ان تستغرق هذه العملية عاماً كاملاً. فرنسا على وجه الخصوص بدت معترضة على الخطة الأميركية، إذ اعربت عن قلقها ازاء توسيع مهمات قوات حلف"الناتو"في دارفور واقترحت ان تتولى القوات الافريقية هذه المهمة. في غضون ذلك، أبلغ الوسيط الليبي الحكومة السودانية رسمياً تأجيل المفاوضات بين الحكومة ومتمردي"جبهة الشرق"في شرق السودان التي تستضيفها طرابلس وكان من المقرر ان تبدأ أمس، الى أجل غير مسمى. وعزا الوسيط التأجيل الى طلب تقدمت به"جبهة الشرق"بارجاء المفاوضات بحجة عدم جاهزيتها للتفاوض. وقال رئيس الوفد الحكومي الى المفاوضات مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الحاكم الدكتور كمال عبيد في مؤتمر صحافي أمس ان حكومته تعتبر أسمرا غير مؤهلة للمشاركة في الوساطة مع ليبيا لأن علاقاتها مع الخرطوم غير طبيعية. كما اعلن رفض حكومته وساطة الاممالمتحدة لأن مبعوث المنظمة الدولية في السودان يان برونك تعهد قيادة الوساطة بنفسه لكنه كلف موظفاً صغيراً مباشرة الوساطة.