سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جهاز الأمن يطلب عبر "الانتربول" اعتقال زعيمي "العدل والمساواة" و "الاسود الحرة" ... ومحادثات قرنق مع التجمع "ناجحة" . الأمم المتحدة تحذر من تقسيم السودان والخرطوم مستاءة من حديث بوش عن "الابادة"
حذر مبعوث الأممالمتحدة الى السودان يان برونك من تقسيم البلاد، ورأى ان ذلك يمكن ان يهدد المنطقة بأسرها. ودعا الى جعل الوحدة خياراً جاذباً لمواطني جنوب السودان عند استفتائهم على تقرير مصير اقليمهم بعد ست سنوات، فيما انتقدت الخرطوم اعادة الرئيس الاميركي جورج بوش وصف الوضع في دارفور ب"الابادة الجماعية". وقال برونك في ندوة نظمتها جامعة الخرطوم أمس، ان الأممالمتحدة تسعى الى جعل الوحدة في السودان خياراً جاذباً لأنه اذا لم يبق موحداً فإن نتائج ذلك ستمتد لتشمل المنطقة بأسرها. مؤكداً ان المنظمة الدولية ستعمل على ان يكون استفتاء مواطني الجنوب على تقرير مصيرهم بين الوحدة أو الانفصال"حراً وعادلاً"بغض النظر عن نتائجه. وأضاف برونك انه كي تكون الوحدة جاذبة خلال المرحلة الانتقالية التي تستمر ست سنوات فلا بد من استتباب الأمن ومراعاة حقوق الأقليات وتحقيق العدل والمساواة ومعالجة الفقر. ودعا المجتمع الدولي الى توفير الموارد اللازمة من أجل اعادة اعمار جنوب البلاد وتنفيذ مشروعات تنموية وازالة الالغام وعودة النازحين واللاجئين الى ديارهم، مؤكداً ان قوات الاممالمتحدة لحفظ السلام لن تكون قوات استعمارية ولكنها ستضطلع الى جانب مراقبة وقف النار برصد الانتهاكات والحركة الميدانية لنزع التوتر ومنع الاحتكاكات. الى ذلك، انتقدت الخرطوم تكرار الرئيس جورج بوش وصف ما يجري في دارفور ب"الابادة الجماعية"، واعتبرت ذلك خطاباً غير موفق ويستند على معلومات خاطئة واسترضاء للوبي متطرف في مجلسي الشيوخ والنواب. وأعرب مسؤول حكومي كبير تحدث الى"الحياة"عن خيبة أمله ازاء موقف بوش الذي جاء بعد ايام من زيارة الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان الى دارفور التي اكدت ان الاوضاع في الاقليم تمضي نحو التحسن في شكل مضطرد. وأعرب بوش خلال لقاء مع رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي ليل الاربعاء الخميس عن قلقه في شأن"الابادة الجماعية في دارفور"، وقال ان بلاده ستساهم بطائرة نقل في اطار جهود حلف الاطلسي لدعم بعثة الاتحاد الافريقي في دارفور. واكد مبيكي، من جهته، ان عمليات حفظ السلام في الاقليم يجب ان تتولاها الدول الافريقية بدعم من المجتمع الدولي. وقال ان القارة لم تطلب من أحد من خارجها نشر قوات في دارفور وانما طلبت دعماً لوجستياً، مؤكداً انه لا يؤيد نشر قوات اميركية في المنطقة. وينتظر ان يصل الى الخرطوم اليوم نائب وزيرة الخارجية الاميركية روبرت زوليك والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ومفوض الأمن والسلم في الاتحاد الافريقي سعيد جنيت لاجراء محادثات مع المسؤولين وزيارة دارفور لتقويم الاوضاع في الاقليم. وقال زوليك في تصريح امس، ان استراتيجية معالجة الاوضاع في دارفور يجب ان تتعدى ارسال قوات حفظ سلام افريقية وتوفير مساعدات غذائية الى تسوية سياسية بين الحكومة السودانية والمتمردين. في غضون ذلك، دونت نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة، 15 اتهاماً في مواجهة قيادتي"حركة العدل والمساواة"وتنظيم"الاسود الحرة"في شكوى من جهاز الأمن تتعلق بالارهاب والقتل والتجسس واثارة الفتنة والحرب ضد الدولة، وباشرت النيابة في اجراءات لجلب زعيمي الحركتين الدكتور خليل ابراهيم ومبروك مبارك سليم عبر الشرطة الدولية الانتربول. واتهم جهاز الأمن الحركتين بعبور الحدود الشرقية وخطف ثلاثة من اعضاء برلمان ولاية البحر الاحمر واثنين من الشرطة بدعم من السلطات الاريترية، ونقل الخمسة الى داخل الاراضي الاريترية، وذلك في 24 ايار مايو الماضي. وفي أسمرا، عُلم ان زعيم"الحركة الشعبية لتحرير السودان"الدكتور جون قرنق عبّر عن أمله في لقاءاته مع قادة"التجمع الوطني الديموقراطي"في القاهرة أمس، في اكتمال منابر السلام الثلاثة خلال الشهر الجاري واقترح نهاية الأسبوع المقبل موعداً للقاء يجمعه مع النائب الأول للرئيس السوداني السيد علي عثمان محمد طه وزعيم المعارضة السيد محمد عثمان الميرغني في العاصمة المصرية لاكمال الاتفاق بين الحكومة و"التجمع". وقال الناطق باسم"التجمع"حاتم السر علي أن قرنق دخل في سلسلة من الاجتماعات مع قادة المعارضة في القاهرة بدأها بلقاء الميرغني على انفراد ثم تبعها بلقاء بقية هيئة قيادة"التجمع". واضاف أن قرنق شدد على اهمية مشاركة"التجمع"في مفوضية الدستور والحكومة الانتقالية، وأكد رغبته"في اكمال التفاوض في منابر القاهرة وابوجا والشرق قبل بدء المرحلة الانتقالية وعودة كل المعارضين للمساهمة في عملية السلام وانجاز ذلك قبل تموز يوليو المقبل موعد تكوين الحكومة ذات القاعدة العريضة". واضاف ان قرنق اقترح عقد لقاء يجمعه مع الميرغني وطه وأكد استعداده للرجوع الى القاهرة في 11 حزيران يونيو الجاري من واشنطن التي سيتوجه اليها عقب اختتام اجتماعاته مع المعارضة. وقال السر:"كان اللقاء الأول ناجحاً وشارك فيه قرنق بصفته في هيئة قيادة التجمع الوطني، وتفهم طروحاتنا ووعد ببذل كل الجهود لتذليل العقبات". وينتطران يرد المعارضون اليوم على قرنق وان يقدموا رأياً نهائياً عن مفاوضات القاهرة المتعثرة، إذ يشدد المعارضون على رفع حصتهم في قسمة السلطة ووضع آليات وضمانات لتنفيذ أي اتفاق مع الخرطوم. في غضون ذلك، قال الناطق باسم"حركة تحرير السودان"محجوب حسين إن الحركة لم تتسلم حتى اللحظة أي دعوة رسمية من الوسطاء حول الجولة المقبلة من المفاوضات المقررة في أبوجا.