جدّد الرئيس الفرنسي جاك شيراك تأكيده"ان مرتكبي العملية الجبانة لاغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري يجب ان يعرفوا ان الأسرة الدولية ستسخّر كل الامكانات لكشفهم كي يعاقبوا على جريمتهم". وخاطب شيراك حضور الاحتفال الذي اقيم في"دار باريس للنقود"لمناسبة تقديم ميدالية تذكارية صكتها الدار على شرف الرئيس الشهيد الحريري بالقول:"اقولها بلهجة حازمة ورسمية: لن تبقى هذه الجريمة النكراء بلا عقاب". والاحتفال التكريمي الذي اقيم مساء أمس، تقدمه حضوراً عائلة الرئيس الشهيد: ارملته نازك الحريري واولاده بهاء وسعد رئيس كتلة تيار"المستقبل النيابية" وايمن وفهد وعدي وجمانا وهند، وشقيقة الرئيس النائبة بهية الحريري وشقيقه شفيق، ووزير المال الفرنسي تيري بروتون وحاكم المصرف المركزي اللبناني رياض سلامة والسفير الفرنسي لدى لبنان برنار ايمييه وزوجته. وحضر ايضاً الوزيران مروان حمادة وبهيج طبارة ونائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري، ومستشار رئيس كتلة"تيار المستقبل"باسيل بارد وسفيرة لبنان في باريس سيلفي فضل الله. ومن الضيوف الاجانب مبعوث الأممالمتحدة الى لبنان وسورية تيري رود لارسن ومساعده فابريس ايدان. وخاطب شيراك أرملة الحريري بالقول:"انحني أمامك باحترام ومودة، واليكم يا بهاء وسعد وأيمن وفهد وعدي وجومانا وهند وبهية وشفيق والى اعضاء الاسرة الآخرين المجتمعين هنا، هذه الاسرة التي كان رفيق يعتز بها عن حق، هذه الاسرة التي كانت غالية على قلبه، والتي لا أشك في انه سعيد بأن يراها مجتمعة على هذا النحو وموحدة". وقال:"كانت تربطنا صداقة متينة وعميقة، أخوّة فكر وقلب وروح، صداقة من تلك الصداقات النادرة التي نعرف ان الموت وحده سيوقفها، ان ظل الحداد المقلق يحوم دائماً على علاقة قوية كهذه، وخصني القدر بامتياز تعيس ألا وهو ان أحزن على صديقي رفيق الحريري". وقال:"منذ رحيله لم يمض يوم إلا وحضرت ذكراه في ذهني، إلا وذكرت واحدة من السمات التي كانت ترسم بقوة شخصيته الفذة، حرارة حماسته وحيويته التي لم تكن تعرف الكلل وصلابة قناعاته ونبل قلبه". واعتبر ان"بعد اولى لحظات الذهول والاحباط والغضب يبقى فقدان صديق عزيز الى هذا الحد جرحاً لا يلتئم ابداً، اذ تؤججه الذاكرة بعناد يوميا". وتحدث عن كرم ومروءة الرئيس الحريري وقال:"لطالما أسرّ لي انه يفضل لذة العطاء لتخفيف شقاء الضعفاء والأكثر عوزاً على لذة الامتلاك. فتح ابواب المعرفة لأجيال من اللبنانيين في المدارس والجامعات التي أسسها وموّلها، كان يعتبر تكوين النشء من أجمل وأنفع ما يمكن ان يقدمه المرء لبلاده". وتحدث عن إلهام الحريري ورؤيته للبنان الغد وقال:"كل شيء في هذا البلد الذي أعاد بناءه يحمل بصمته: المطار والمرفأ والطرق السريعة وشبكة الكهرباء والمدارس والجامعات والمستشفيات، صاغ مفهوم إعادة بناء وسط بيروت الذي لم يعد الى عاصمة لبنان كل ألقها وحسب انما شكّل ايضاً مدرسة ومثالاً في الشرق الاوسط بأسره". وتوقف عند الحريري"رجل دولة شديد التفاني في خدمة بلاده لأنه كان رجل حوار وسلام، أراد مصالحة اللبنانيين وبناء دولة سيدة، مستقلة، حرة وديموقراطية، كان نظراؤه العرب يكنون له الاحترام وكان يدافع بشكل لامع عن مصالحهم، كما عرف كيف يكسب ثقة غيرهم من رؤساء الدول والحكومات". وقال شيراك:"تمثل الهدف الذي رسمه الجنرال ديغول لنفسه إثر انتهاء الحرب العالمية الثانية في ان يعيد الى بلده مكانته في العالم والى شعبه عزته الوطنية، ذلك كان الهدف الذي اعطاه رفيق الحريري لنفسه من اجل لبنان اليوم. لم يغب هذا الهدف يوماً عن باله، كان يسعى اليه باصرار، على رغم العوائق المختلفة التي اعترضت طريقه والمخاطر التي كان واعياً لها من دون أن تتمكن من زعزعة عزيمته". وأضاف:"سقط بطلاً في عز رؤياه وتفانيه وفي عظمتهما، خدمة لبلاده". وأكد حضوره الدائم وقال:"عسى ان يبقى رفيق الحريري قدوة لابنه سعد وعائلته وللجميع، لمواطنيه كما للعالم، أما بلده لبنان فهو يهديه صراط الوفاق والتفاهم الوطني والعزة المستقيم، صراط الحرية والديموقراطية النيّر، صراط المستقبل. وعسى ان تكون تضحيته ومثاله مصدري إلهام وهدى للشباب اللبناني وأبعد منهم للبنانيين عموماً وشعوب المنطقة والأسرة الدولية، كي يسود الاستقرار والسلام في شرق اوسط تخلّص اخيراً من العنف". وألقى الحاكم سلامة كلمة للمناسبة. وأوضح ل"الحياة"في حديث ينشر نصه غداً"ان"مصرف لبنان"اتخذ قراراً بصك ميداليات بكميات محدودة ولمرة واحدة لتذكار الرئيس الشهيد. وتأتي هذه الميداليات بسبعة أشكال، منها بأونصة واحدة من الذهب او خمس أونصات ومنها أونصة من الفضة او من البرونز، وثلاث منحوتات من معدن غير ثمين وهي تزيينية. ورست هذه العملية على دار باريس للنقود. ونحت صورة للرئيس الحريري على الميدالية مهندس نمسوي وستكون هناك واجهة في الدار للعرض الدائم للميداليات". وأشار الى ان هذه الميداليات ستتوافر في لبنان لدى المصارف وعلى متن طائرات"شركة طيران الشرق الاوسط". وكلفة المشروع مليونا دولار"ولن تكون هناك عائدات من البيع". وذكر ان عدد الميداليات التي صُكت بلغ 14200 ميدالية.