خيّمت أجواء من الترقب على الاراضي الفلسطينية بعد التصعيد العسكري الاسرائيلي المتواصل منذ فوز"حركة المقاومة الاسلامية"حماس في الانتخابات التشريعية والذي أسفر أمس عن مقتل فلسطينييْن اثنين وترافق مع تهديدات باغتيال رئيس الحكومة المقبلة اسماعيل هنية، في وقت تراوحت ردود الفعل الفلسطينية بين وصف ما يجري بأنه"مادة انتخابية"اسرائيلية، وبين تهديدات بالثأر للشهداء، في حين طالب الرئيس محمود عباس مجلس الامن بعقد جلسة عاجلة. راجع ص 5 في غضون ذلك، بدا ان هناك ثغرة جديدة في الجبهة الدولية ضد"حماس"، وهذه المرة في الاممالمتحدة التي اعلن احد ديبلوماسييها ان"موقفنا هو عدم حرمان مؤسسات السلطة من الاموال الى الحد الذي يؤدي الى انهيارها". وبحسب تصريحات الديبلوماسيين، يمكن تمييز موقفين داخل المجتمع الدولي، الاول يدعو الى عدم وقف الدعم للسلطة الى حين تشكيل حكومة"حماس"و"عندما نرى الحكومة الجديدة ستكون هناك اعادة نظر"في المساعدات. اما الموقف الثاني فيدعو الى اعطاء حكومة"حماس"فرصة لتوضيح سياساتها قبل قطع الدعم عنها. وفي هذا الصدد، قالت مصادر ديبلوماسية ان هناك جدلا داخل اللجنة الرباعية في شأن اتاحة بعض الوقت للحركة لتوضيح سياساتها قبل اتخاذ اي اجراء لوقف المساعدات. ويتناقض هذا الموقف مع السياسة الاسرائيلية التي تسعى الى ابقاء الضغط الدولي على"حماس"حتى نبذها العنف واعترافها باسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها. وواصل الجيش الاسرائيلي امس عملياته التي بدأها قبل اسبوع في مخيم بلاطة قرب نابلس شمال الضفة الغربية، كما قتل فلسطينييْن عند الحدود في قطاع غزة، أحدها نجل احد قيادات"حماس"ومؤسسيها عبد الفتاح دخان. وترافق التصعيد العسكري مع تهديدات عبر عنها رئيس الاستخبارات السابق آفي ديختر، صاحب سياسة القتل المستهدف الاغتيالات ومرشح حزب"كديما"لوزارة الدفاع الذي قال انه في حال وقوع هجوم فسيكون هنية"هدفاً مشروعاً للاغتيال، ولا حصانة له". وسبق ذلك تهديد رئيس الوزراء بالوكالة ايهود اولمرت الذي قال مساء اول من امس ان الجيش سيواصل الهجوم دون هوادة ضد الناشطين الفلسطينيين. وعلى الجانب الفلسطيني، بدأ الرئيس عباس"اتصالات عاجلة لعقد اجتماع لمجلس الامن للبحث في مسلسل الاغتيالات المستمرة والتصعيد العسكري الاسرائيلي"، كما بعث برسائل عاجلة الى اعضاء الرباعية يطالبهم بسرعة التدخل. من جانيه، اعتبر هنية ان"التصعيد الاسرائيلي يهدف الى قطع الطريق على الخطوات الجادة لترتيب البيت الفلسطيني وتشكيل الحكومة"، مضيفا انه"يجعل الدم الفلسطيني مادة انتخابية". وحذر الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري من عواقب خطيرة، في حين توعدت 5 مجموعات مسلحة في مؤتمر صحافي في غزة بالرد على"الجرائم"الاسرائيلية.