سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"قنبلة" استقالة عباس تثير قلقا عربيا ودوليا ، الاتحاد الاوروبي يدرج الجناح السياسي ل"حماس" على قائمة الارهاب . نجاة احمد ياسين وحرب اسرائيل و"حماس" بلا ضوابط سقوط تعايش "الرئيسين" وعرفات يقبل استقالة ابو مازن
شهدت الساحة الفلسطينية امس تطورين خطيرين ينذران بانهيارات سياسية وامنية قد تنسف "خريطة الطريق" وتفتح الباب لاعتداءات اسرائيلية غير مسبوقة. فبعد ساعات من القنبلة التي فجرها رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس باستقالته من منصبه اعترف الجيش الاسرائيلي بانه حاول امس اغتيال مؤسس حركة "حماس" الشيخ احمد ياسين في غارة على غزة. واكد الجيش الاسرائيلي انه "سيواصل شن حرب لا هوادة فيها على حماس وبقية المنظمات الارهابية". وتعهدت "حماس" بأن يكون الرد "قاسياً وقاسياً جداً" مشيرة الى ان ياسين اصيب بجروح طفيفة في كتفه اليمنى. وجاءت العملية الاسرائيلية بعد ساعات قليلة على وضع الجناح السياسي لحركة "حماس" على قائمة "الإرهاب" الأوروبية، ما يعني تجميد ممتلكات وحسابات الحركة في دول الاتحاد الاوروبي وفرض قيود على نشاطاتها. راجع ص 6و7 وقدم عباس استقالته امس الى الرئيس ياسر عرفات الذي قبلها وكلف الحكومة تصريف الاعمال لمدة خمسة اسابيع الى حين تشكيل حكومة جديدة. وحمل عباس بالدرجة الاولى اسرائيل المسؤولية عن قراره بسبب تراجعها عن التزاماتها وتصعيد عملياتها العسكرية والعراقيل التي وضعتها في وجه تنفيذ "الخريطة"، موضحاً ان ذلك ترافق مع حملة تشكيك فلسطينية داخلية غير مبررة في اهداف حكومته، ومشدداً على الدور "السلبي والمحبط" الذي لعبته اللجنة المركزية لحركة "فتح" منذ اليوم الاول لتوليه منصبه. وابلغ عباس مستشارة الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس باستقالته، ونقلت عنه مصادر فلسطينية قوله ان الدعم الاميركي العلني ادى الى نتائج عكسية في الشارع الفلسطيني. واوضح مدير الدائرة القانونية التابعة للمجلس التشريعي المحامي طارق الديراوي ل"الحياة" ان امام عرفات "مهلة أقصاها أسبوعان" لتكليف رئيس حكومة جديد، ولا شيء يمنع ان يكون ابو مازن نفسه. الا ان رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع المقرب من عرفات يبدو المرشح الاكثر احتمالاً لتولي رئاسة الوزراء. واعلنت اسرائيل انها لن تقبل بأن يتولى عرفات او احد المرتبطين به بشكل تام السيطرة على السلطة الفلسطينية، مضيفة في بيان حكومي ان "استقالة عباس هي شأن داخلي، الا ان اسرائيل تتابع التطورات عن كثب". وأثارت الاستقالة ردود فعل عربية، ودعت القاهرة القيادات الفلسطينية إلى تجاوز المحنة الحالية حتى يتفرغ الجميع لمعالجة الوضع الصعب الذي تواجهه فلسطين إزاء الاعتداءات الإسرائيلية الاستفزازية. وأعرب وزير الخارجية المصري أحمد ماهر عن أسفه لما وصلت إليه الأمور في العلاقة بين الرئيس عرفات ورئيس الحكومة عباس، مشيراً إلى أن القاهرة تجري اتصالات لمساعدة القيادات الفلسطينية على تجاوز هذا الموقف الصعب. إلي ذلك، أكدت الأمانة العامة للجامعة العربية حرصها الشديد على الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني. واعرب المستشار هشام يوسف رئيس مكتب الأمين العام والناطق باسمه عن أمله بألا تؤثر هذه التطورات على الموقف الفلسطيني في مواجهة العدوان والتعنت الإسرائيلي. في هذا الوقت، نجا مؤسس "حركة المقاومة الإسلامية" وزعيمها الروحي الشيخ أحمد ياسين من الاغتيال عندما اغارت مقاتلات إسرائيلية على شقة كان فيها في قطاع غزة، ونجا معه مدير مكتبه اسماعيل هنية، أحد قياديي الحركة البارزين. وفيما دانت القيادة الفلسطينية "محاولة الاغتيال الآثمة" واعتبرتها "تصعيداً خطيراً"، توعدت "حماس" ب"رد قاس جداً" ولوحت باغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون. واصيب الشيخ ياسين بجروح طفيفة في ذراعه اليمنى جراء اصابته بشظية من صاروخ اصاب المنزل الذي كان فيه مع هنية قبل ثوان من القصف. وقال شاهد عيان ل"الحياة" إن عدداً من المواطنين الذين تجمعوا في المكان حملوا الشيخ ياسين ونقلوه بسيارة إلى مستشفى الشفاء في غزة.