سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش يطالب بقوات مدعومة من "الناتو" في دارفور ... والخرطوم تؤكد صد "هجوم من تشاد" . الحكومة السودانية ومتمردو دارفور : بروتوكولان لقسمة السلطة والثروة وترتيبات الأمن
من المنتظر أن توقع الحكومة السودانية مع متمردي دارفور بروتوكولين في ملفي اقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية في غضون اليومين المقبلين، تمهيداً لتقديم ورقة توفيقية تشكل الأساس لمسودة"اتفاق اطار"بين أطراف النزاع قبل نهاية الشهر الجاري، في وقت تصاعدت فيه حدة التوتر على الحدود السودانية - التشادية وأكدت الخرطوم انها صدت هجوماً على بلدة حدودية من داخل الأراضي التشادية. وبدأ وسطاء الاتحاد الافريقي وشركاؤهم الدوليون، عبر لقاءات مباشرة وغير مباشرة مع كبار مفاوضي الحكومة ومتمردي دارفور، في تلمس الرؤى ووجهات النظر النهائية حول القضايا العالقة في مسارات التفاوض الثلاثة، وهي السلطة والثروة والترتيبات الأمنية. وأكدت مصادر متطابقة اعتزام الوسطاء طرح"اتفاق اطار"قبل نهاية الشهر الجاري. وكانت الوساطة الافريقية والشركاء الدوليون طلبوا من طرفي النزاع تقديم رؤاهما النهائية حول المسائل العالقة في الملفات الثلاثة، بينما صارت جلسات التفاوض العامة والمصغرة شبه متوقفة منذ زيارة مبعوث الأممالمتحدة الى السودان يان برونك الى أبوجا قبل اسبوعين. ووصل المبعوث الأميركى روجر ونتر الى أبوجا قبل يومين في محاولة لدفع المفاوضات. كما وصل الى مقر التفاوض رئيس"حركة تحرير السودان"مني أركو مناوي، على ان يصل في وقت لاحق رئيس"حركة العدل والمساواة"الدكتور خليل ابراهيم. الى ذلك، قال الناطق باسم الجيش السوداني الفريق الركن العباس عبدالرحمن ان الجيش صد هجوماً على قرية كونقو حرازة في جنوب شرقي الجنينة في ولاية غرب دارفور المتاخمة للحدود التشادية، واستولى على عربتين. وذكر أن القرية تعرضت لقصف مدفعي مكثف من داخل الأراضي التشادية اعقبه هجوم شارك في مشاة وعربات. وفي الإطار ذاته، أعلن مسؤول برلماني أمس ان منطقة قريضة تعرضت لهجوم من مجموعة مسلحة، مما أدى الى سقوط 45 قتيلاً وعشرات الجرحى والمفقودين. وفي الخرطوم، جدد الرئيس عمر البشير رفض حكومته تدخل المحكمة الجنائية الدولية في قضية دارفور، ودعا لدى مخاطبته أمس احتفالاً لمناسبة مرور خمسين عاماً على استقلال القضاء، الى محاكمة عاجلة وعلنية للمتهمين في الانتهاكات التي وقعت في دارفور. وتعهد منع التدخل والتأثير على القضاء. وفي سياق متصل، دعا الرئيس جورج بوش إلى إرسال المزيد من القوات الدولية إلى إقليم دارفور تكون مدعومة من حلف شمال الأطلسي الناتو، وتضم ضعف عدد عناصر قوة الاتحاد الأفريقي الحالية والبالغة سبعة آلاف رجل. وقال بوش"أعمل حالياً مع مجموعة من الرفاق للتشجيع على وجود مزيد من القوات تحت مظلة الأممالمتحدة على الأرجح". وأضاف أن الأمر يتطلب إشرافاً وتخطيطاً وتسهيلاً وتنظيماً من حلف شمال الأطلسي. وامتدح بوش في رد على سؤال بعد إلقائه خطاباً أمام مئات الأشخاص في مدينة تامبا بولاية فلوريداجنوب شرقي الولاياتالمتحدة، جهد الاتحاد الأفريقي في دارفور، لكنه استدرك بالقول إنه"لم يحقق هدفه". وفي واشنطن أوضح ناطق باسم البيت الأبيض أن بوش أعرب عن قلقه إزاء تدهور الوضع في دارفور خلال محادثات أجراها مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر. وقال إن بوش وشيفر تناقشا في الإجراءات التي اتخذها الحلف بالفعل للمساهمة في وقف"العنف والإجراءات الأخرى التي يمكن أن يتخذها الحلف مستقبلاً". من جانبه دعا شيفر إلى مناقشة عمل حلف شمال الأطلسي في المنطقة التي تشهد حرباً أهلية وأزمة إنسانية متفاقمة. وكان بوش بحث أزمة دارفور الاثنين الماضي لدى استقباله الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. وتمارس واشنطن التي تتولى حالياً رئاسة مجلس الأمن، ضغوطا لإحلال قوة سلام للمنظمة الدولية محل قوة الاتحاد الأفريقي التي عجزت عن حفظ الاستقرار. من جهة أخرى، ابلغ وزير الداخلية السوداني الدكتور الزبير بشير مدير الأمن التركي قوقهان ايدن الذي يزور الخرطوم حالياً، ان 20 الف شرطي سوداني يعملون"ليل نهار"لمكافحة انواع الارهاب في البلاد كافة. وزار الوفد التركي أمس المدير العام للشرطة الفريق محجوب حسن سعد، ورئاسة شرطة ولاية الخرطوم، والادارة العامة للدفاع المدني، وشرطة الاحتياطي المركزي، والشرطة الأمنية.