بدأ مؤتمر الدول المانحة حول دارفور السودان أمس، في مقر الاتحاد الافريقي في أديس أبابا. وفي حين أشار الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الى"سباق مع الزمن"لتجنب كارثة في دارفور، ووصف الوضع بأنه ما زال"غير مقبول"، أفيد ان عدداً من الدول تعهدت تقديم 201 مليون دولار نقداً وعلى شكل تجهيزات لقوة السلام التابعة للاتحاد الافريقي في دارفور. ويرأس المؤتمر كل من الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي انان ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ألفا عمر كوناري. ويمثل حلف شمال الأطلسي الناتو أمينه العام ياب دي هوب شيفر والاتحاد الاوروبي ممثله الأعلى للسياسة الخارجية خافيير سولانا. وسيتوجه أنان اليوم الجمعة الى الخرطوم على ان يلتقي بعد ذلك الزعيم السابق لحركة التمرد الجنوبية جون قرنق في رومبك عاصمة جنوب السودان. وأعلنت قبل الظهر خمس دول تقديم مساهماتها لمناسبة المؤتمر الأول للمانحين الدوليين لتعزيز قوة السلام الافريقية في دارفور، في حين كان مقرراً ان تعلن دول أخرى في وقت لاحق حجم مساهماتها. ويقدر الاتحاد الافريقي الموازنة السنوية لقوة السلام التابعة له في دارفور بحوالى 460 مليون دولار 365 مليون يورو. ويبلغ حالياً عديد قوة الاتحاد الافريقي في دارفور حوالي 2700 رجل، لكن الاتحاد الافريقي قرر رفع هذا العديد الى 7731 رجلاً قبل نهاية ايلول سبتمبر المقبل. وطلب الاتحاد الافريقي الذي تنقصه الوسائل في شكل كبير، المساعدة المالية واللوجستية من الأسرة الدولية ليتمكن من تعزيز قوته. ومن أبرز المانحين الذين وعدوا بتقديم مساعدات أمس، كندا التي وعدت ب134 مليون دولار و25 مروحية وطائرتي نقل و105 مدرعات لنقل الجنود، كما سترسل 60 عسكرياً للقيام بمهمات لوجستية. أما الولاياتالمتحدة فوعدت بتقديم 50 مليون دولار 40 مليون يورو لقوة السلام المعززة التابعة للاتحاد الافريقي، الأمر الذي يرفع مساهمتها الى ما مجموعه 95 مليون دولار. وأعلنت بريطانيا مساهمة بقيمة 12 مليون دولار خصوصاً في شكل مركبات. ويضاف هذا المبلغ الى 24 مليون دولار كانت بريطانيا قدمتها في اطار بعثة السلام غير المعززة التابعة للاتحاد الافريقي. أما فرنسا والمانيا فتعهدتا بأن تقدم كل منهما 2.5 مليون دولار. وكان أنان دعا في كلمته الجهات المانحة الى بذل جهودها لمساعدة قوة الاتحاد الافريقي. وقال أمام المؤتمر:"أدعوكم جميعاً الى دعم الاتحاد الافريقي وبذل جهودكم كشركاء". وأضاف ان"الوضع يبقى غير مقبول على الأرض، ويسقط موظفو الوكالات الانسانية ضحية أعمال عنف. لكن هناك حيث ينتشر الاتحاد الافريقي، لا تحدث هذه الأمور". واعتبر ان مهمة الاتحاد الافريقي في دارفور"ضرورية لتعزيز الاستقرار لكن ليس لاحلال السلام. ذلك يمكن ان يحصل فقط عبر مفاوضات سياسية. ان مفاوضات أبوجا هي الوسيلة الوحيدة للتوصل الى ذلك". وقال:"نحن نسابق الزمن. يقترب موسم المطر والنقص في الغذاء بسرعة، ما يجعل عمليات الاغاثة التي نقوم بها أكثر صعوبة". وأردف قائلاً:"اذا أعاق العنف والخوف سكان دارفور عن زراعة المحاصيل في العام المقبل فسيتعين الحفاظ على حياة الملايين من خلال جهود اغاثة هائلة ستتطلب وصول الطاقة الدولية الى أقصى حد". وحض علي عثمان محمد طه، نائب الرئيس السوداني، المؤتمر على بعث رسالة واضحة الى المتمردين لوقف الهجمات على عمال الاغاثة والمدنيين. في غضون ذلك، أعلن الاتحاد الافريقي تعيين التنزاني سالم احمد سالم، الأمين العام السابق لمنظمة الوحدة الافريقية، وسيطاً في مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور. وقال ناطق باسم الاتحاد الافريقي ان رئيس المفوضية الافريقية الفا عمر كوناري عيّن سالم احمد سالم"موفداً خاصاً للاتحاد الافريقي الى دارفور ووسيطاً في مفاوضات ابوجا". وكان سالم أميناً عاماً لمنظمة الوحدة الافريقية طيلة 12 سنة حتى العام 2001. وفي 2002، تحولت منظمة الوحدة الافريقية الى الاتحاد الافريقي. وكان الموظف في الاتحاد الافريقي سام ايبوك يتولى حتى الآن الوساطة في نزاع دارفور. وأوضح الناطق الافريقي ان ايبوك سيواصل مشاركته في الوساطة من دون ان يقودها. وستستأنف مفاوضات السلام في 10 حزيران يونيو في ابوجا بعد ستة اشهر من التوقف. وفي نيروبي، ناشد عبدالواحد محمد النور زعيم"جيش تحرير السودان"المتمرد في دارفور، مؤتمر المانحين في أديس أبابا المساعدة في نزع أسلحة ميليشيات"الجنجاويد". وحض الجهات المانحة على"توفير الامن في دارفور من خلال القوات الدولية واعتقال المتهمين بارتكاب جرائم حرب".