وافق الرئيس السوداني عمر البشير، امس، على نشر قوة مختلطة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، بعدما تبنى مجلس الأمن اتفاق أبوجا للسلام في الإقليم مرجعاً للمحادثات المرتقبة بين الخرطوم والمتمردين المطالبين بتجميد الاتفاق والتفاوض على أسس جديدة، فيما أعلن الجيش أن قواته صدت هجوماً لمتمردي"جبهة الخلاص الوطني"شمال دارفور وقتلت 200 من عناصر التمرد. وكشفت مصادر مطلعة ل "الحياة" أن البشير أبلغ أمس مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة أحمدو ولد عبدالله موافقته على المرحلة الثالثة من خطة تعزيز القوات الأفريقية في دارفور، بعد تسوية مع المبعوث الرئاسي الاميركي إلى السودان أندرو ناتسيوس خلال زيارة الأخير إلى الخرطوم قبل أسبوعين، تقضي بموافقة الحكومة على نشر قوة أممية - أفريقية مشتركة، في مقابل إصدار مجلس الأمن بياناً رئاسياً يعتمد اتفاق أبوجا الذي وقعته الخرطوم مع"حركة تحرير السودان"في أيار مايو الماضي مرجعاً لأي محادثات مع المتمردين. وأشار مراقبون إلى أن تمسك البشير بالحصول على شرعية دولية لاتفاق أبوجا، يهدف إلى ضمان عدم تغيير حصة حزبه المؤتمر الوطني في السلطة، والإبقاء على النسبة الحالية، اي 52 في المئة من مقاعد مجلس الوزراء والبرلمان، وقطع الطريق أمام متمردي"جبهة الخلاص"الذين يطالبون بمحادثات جديدة تتجاوز سقف أبوجا في اقتسام السلطة والثروة، ويتمسكون بحصولهم على منصب نائب الرئيس أو رئاسة دورية للبلاد. وكان ناتسيوس أمهل الخرطوم حتى نهاية العام لقبول قوة دولية في المنطقة، قبل أن تتخذ الولاياتالمتحدة"إجراءات"لم يحددها. إلى ذلك، أعلنت قيادة الجيش السوداني صد هجوم لمتمردي"جبهة الخلاص"على منطقة قرب مدينة كتم شمال دارفور، وقالت إن جنودها قتلوا 200 من عناصر التمرد، كما دمروا ستة مدافع كبيرة وثماني عشرة سيارة مزودة رشاشات. وأضافت أن خسائرها كانت أربعة قتلى وعشرين جريحاً. وقالت القيادة في بيان إن المتمردين"قاموا بمحاولة يائسة للاستيلاء على مدينة كتم مساء الاربعاء... لكن الجيش كبد المعتدين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وقتل منهم مئتي فرد على رأسهم القائدان تور الخلا وأحمدية".