اعرب وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل امس، بعد اجتماعه في الرياض مع وزير الخارجية الهولندي برنار بوت، عن امله باتخاذ"اجراءات"تنهي قضية الرسوم المسيئة الى النبي ص"ما يمنع تكرارها مستقبلاً". واقترحت 57 دولة اسلامية مشروع قرار دولياً يهدف الى ادانة"ازدراء الاديان واهانة الانبياء". واوضح الفيصل، اثر اللقاء الذي تطرق الى سبل انهاء الازمة،"تحدثنا طويلاً عن العلاقة الاوروبية - العربية وأملنا في ان تكون هناك"اجراءات لانهاء مشكلة الرسوم بطريقة تمنع تكرارها مستقبلاً لعدم تعكير العلاقات الاوروبية - العربية". واشار الوزير الهولندي الى ان قضية الرسوم كانت ضمن"المحادثات البناءة جداً"التي اجراها مع الفيصل. من جهة ثانية بحث سولانا مع الرئيس حسني مبارك في آليات لحماية الرموز والمعتقدات الدينية ضمن الجهود المبذولة لتهدئة الازمة. وفي المحطة الثانية، من جولته في الشرق الاوسط التي تستهدف نزع فتيل الازمة، اعرب سولانا عن"رغبة عميقة في اعادة العلاقات مع العالم الاسلامي"الى طبيعتها. وقال انه ناقش مع الرئيس مبارك"سبل حماية الرموز الدينية". وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط امس في مؤتمر صحافي مشترك مع سولانا انه"اجرى حديثاً ممتداً"مع الديبلوماسي الاوروبي في شأن مشروع قرار للامم المتحدة يحظر"ازدراء الاديان". واوضح"ان هناك فرصاً لصياغة مواقف مشتركة لتجاوز هذا الوضع والتوصل الى توافق". وتابع ان دول الاتحاد الاوروبي سبق ان اعترضت على قرار يدين"ازدراء الاديان"اعتمدته الجمعية العامة للامم المتحدة بأغلبية 101 عضو في 30 تشرين الأول اكتوبر الماضي. واكد انه"يأمل ان يتم اعتماد قرار آخر بالاجماع وان يوافق عليه الاتحاد الاوروبي". وأعربت وزيرة خارجية النروج جوناس جارستار، باسم الحكومة النرويجية، اعتذارها"لأن الرسومات، التي نشرتها صحيفة نروجية تسببت في ايذاء مشاعر المسلمين". وأكدت الوزيرة، في رسالة تلقاها وزير الخارجية المصري إيمان حكومتها بحق الشعوب في احترام أديانهم وعدم النيل من معتقداتهم او انتماءاتهم الدينية. وفي جنيف، اعلنت الاممالمتحدة ان 57 دولة اسلامية تقدمت بمشروع قرار يهدف الى"حظر حالات عدم التسامح والتمييز والتحريض على الكراهية والعنف"ويدين"اهانة الاديان والانبياء"ويعتبر ان مثل هذه الاهانة"لا تتوافق مع حرية التعبير". وترغب الدول الاسلامية في ان يتم دمج هذا النص في مشروع قرار انشاء مجلس لحقوق الانسان يحل محل لجنة حقوق الانسان في الاممالمتحدة القائمة حاليا. والتقى سولانا شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي الذي اكد انه اعرب له عن غضب المسلمين جميعاً. وقال طنطاوي للصحافيين ان سولانا"جاء ليقدم الاعتذار عما حدث وشكرناه وبينا له ان المسلمين يحبون كل الانبياء ومحبتنا لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اشد من محبتنا لأنفسنا". واعلنت الاممالمتحدة امس في جنيف ان 57 دولة اسلامية قدمت مشروع قرار يحظر"عدم تقبل الديانات الاخرى"وتدعو الدول الى ادراج هذه المسودة في مشروع القرار الذي ينص على تأسيس مجلس حقوق الانسان ليحل محل مفوضية حقوق الانسان. وينص المشروع على"حظر حالات عدم تقبل الآخر والتمييز والتحريض على الكراهية والعنف التي تنتج عن اي عمل موجه ضد ديانات وانبياء ومعتقدات، يهدد حقوق الانسان والحريات الاساسية". وتعتبر الوثيقة ان"الاساءة الى ديانات او انبياء تتعارض مع حرية التعبير"، ويترتب على الدول والمنظمات ووسائل الاعلام"مسؤولية تشجيع تقبل القيم الدينية والثقافية واحترامها". وايدت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي - راي الاحد صدور قرار عن الاممالمتحدة يكون منفصلاً عن قرار تأسيس مجلس حقوق الانسان"تجاوبا مع مخاوف ومطالب الدول العربية". وفي مدريد اعلن ان الحكومة الاسبانية والجالية المسلمة تكثفان مبادرات التهدئة في اطار قضية الرسوم مع تطبيق فكرة"تحالف الحضارات"التي اطلقها رئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو.وقال محمد العفيفي المتحدث باسم المركز الثقافي الاسلامي في مدريد الذي يضم اكبر مسجد في العاصمة الاسبانية"انه لقاء تاريخي نثمنه خصوصا في مثل هذه الظروف". واستمرت ردود الفعل على الرسوم واعلنت الشرطة الباكستانية ان شخصين قتلا بالرصاص خلال تظاهرة في مدينة لاهور شرق باكستان. وقال شهود عيان ان المتظاهرين"قُتلا على يد حراس امن تابعين لشركة خاصة حين كانا يحاولان احراق فرع مصرفي وسط لاهور". وهاجم بعض المتظاهرين مطعمي"ماكدونالدز"و"بيتزا هات"وفندق"هوليدي ان"وسط لاهور، فحطموا واجهاتها واحرقوا السيارات الراكنة بالقرب منها. وفي غزة نظمت الاتحادات والنقابات المهنية والصحافية امس تظاهرة احتجاج على الرسوم. وفي كوبنهاغن دافع رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو عن الدنمارك مؤكداً ان"لا مساومة في حرية التعبير". وفي البصرة طالب مجلس المحافظة البصرة امس بانسحاب القوات الدنماركية العاملة في جنوبالعراق ما لم تقدم الحكومة الدنماركية اعتذارها للمسلمين. وفي طهران ألقى بضع عشرات من المحتجين حجارة ومفرقعات نارية على السفارة الالمانية احتجاجا. كما هاجم متظاهرون بزجاجات حارقة مبنى السفارة البريطانية ادت الى اشتعال النار بالبوابة الرئيسية . ومنع مواطنو الفاشر، كبرى مدن دارفور، أمس طائرة وزير الدفاع النروجي بالنيابة من الهبوط في مطار المدينة بعدما وقفوا في المدرج الرئيسي للمطار احتجاجاً على الرسوم المسيئة للإسلام.