هدد خاطفو صحافية أميركية بقتلها خلال ثلاثة أيام في حال لم تطلق القوات الأميركية السجينات العراقيات المحتجزات لديها، في وقت أقر الجيش الأميركي بأن سجونه في العراق تضم ثماني نساء يشكلن"تهديداً أمنياً". وأعلنت جماعة"كتائب الثأر"غير المعروفة في شريط بثته قناة"الجزيرة"القطرية ليل أول من أمس أنها ستقتل الصحافية الأميركية جيل كارول 28 عاماً التي تعمل بالقطعة لمصلحة صحيفة"كريستيان ساينس مونيتور"الأميركية، في حال لم يُفرج عن السجينات العراقيات خلال 72 ساعة. وكان مسلحون خطفوا الصحافية الأميركية في حي العدل غرب بغداد في السابع من كانون الثاني يناير الجاري، مع مترجمها الذي وجد لاحقاً مقتولاً بالرصاص، بحسب الصحيفة التي تعمل فيها. الى ذلك، قال الناطق باسم عمليات الاحتجاز اللفتنانت آرون هنينغر إن"لدينا ثماني سجينات. اعتقلن للأسباب ذاتها التي اعتقل من أجلها الآخرون، وهي أنهن يشكلن تهديداً على الأمن". وفي واشنطن، صرح الناطق باسم الخارجية الأميركية شون مكورماك في اتصال هاتفي قصير:"سنبذل كل ما هو ممكن للعمل مع العراقيين، كي نعيدها سالمة في أقرب وقت". وسبق أن قطع خاطفون ينتمون الى"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"بزعامة أبي مصعب الزرقاوي رؤوس ثلاثة مهندسين هما أميركيان وبريطاني في تشرين الأول أكتوبر عام 2004 بعدما لم تلب قوات"التحالف"بقيادة الولاياتالمتحدة مطالبهم باطلاق السجينات. وكانت واشنطن أكدت وقتها أنها لا تحتجز سوى إمرأتين في العراق هما العالمتان البارزتان رحاب طه وهدى عماش اللتان أفرج عنهما الشهر الماضي. وفي غضون ذلك، وجهت عائلة كارول التي خطفت في العراق قبل عشرة أيام نداء مؤثراً لاطلاقها، وذلك بعدما هدد خاطفون بقتلها إذا لم يُفرج عن السجينات العراقيات خلال 72 ساعة. وجاء في بيان لعائلة كارول نشر على موقع صحيفة"كريستيان ساينس مونيتور"أن"جيل صحافية بريئة، ونطلب منكم بكل احترام أن تعفو عنها وتسمحوا لها بالعودة الى منزلها لتكون مع أمها وشقيقتها وعائلتها". وأضاف البيان أن"جيل مهذبة وشريفة ويظهر حبها للعراق وللشعب العراقي في مقالاتها. واستضافتها عائلات عراقية كثيرة". وأوضح أن"جيل تفهم الألم وما يعاني منه الشعب العراقي يومياً. إن جيل هي صديقة وشقيقة لكثير من العراقيين، وتعلق أهمية كبرى على نقل حقيقة الحرب في العراق الى العالم". وتابع البيان:"نطلب عودة إبنتنا وشقيقتنا المحببة في شكل سريع وآمن". يذكر أن كارول أجرت تحقيقات في الشرق الأوسط لمصلحة صحف أردنية وإيطالية وخصوصاً خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وكانت"كريستيان ساينس مونيتور"أنشئت عام 1908 وتصدر في بوسطن، وهي معروفة بتغطياتها للقضايا الدولية وبجدية أخبارها. وتصدر الصحيفة يومياً من الاثنين الى الجمعة. وعلى رغم أنها تحمل اسم"كريستيان ساينس مونيتور"المراقب العلمي المسيحي، إلا أنها ليست جريدة دينية. وتعتبر كارول الاعلامية ال31 التي تتعرض للخطف في العراق منذ بداية الحرب، بحسب منظمة"صحافيون بلا حدود"التي تدافع عن الصحافيين والحريات الاعلامية في العالم.