كشفت مصادر عشائرية في الرمادي ل"الحياة"ان رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري وافق على استبدال القوات الاميركية المنتشرة في المحافظة بقوات عراقية من أبناء المدينة. وأضافت ان هذه الموافقة جاءت في إطار صفقة عقدها شيوخ العشائر مع الجعفري والسفير الاميركي زلماي خليل زاد وقائد القوات المتعددة الجنسية جورج كايسي، خلال اجتماع عقدوه الأحد الماضي في الرمادي، وتعهدوا التضييق على المسلحين الأجانب وعزل"تنظيم القاعدة"بزعامة ابي مصعب الزرقاوي. واكد مصدر مقرب من الجعفري ان زيارته للرمادي تمخضت عن اتفاق مع العشائر يتم بموجبه فتح باب التطوع لأبناء المدينة، واقامة معسكرات لاعدادهم وتشكيل وحدات عسكرية تأخذ على عاتقها الملف الامني، ومهمتها الرئيسية مقاومة الارهابيين ومطاردة الجماعات المسلحة مقابل سحب القوات المتعددة الجنسية من المحافظة. وقال وليد الحلي، القيادي في حزب"الدعوة"الذي يتزعمه الجعفري في تصريح إلى"الحياة"ان هذا الاتفاق"جاء على خلفية الاتصالات التي اجرتها مع رئيس الوزراء وفود عدة من وجهاء وشيوخ عشائر الدليم طالبوا فيها بدعم مادي وسياسي واجتماعي لمواجهة تنظيم الزرقاوي الذي قالوا إنه يجبر الاهالي على إيوائه بالقوة، والكثير من عناصره من خارج العراق". وفي الاطار ذاته قال هيثم الموسوي، المسؤول في مكتب زعيم"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"عبدالعزيز الحكيم ل"الحياة"انه"التقى في الآونة الاخيرة وفوداً من عشائر الأنبار طالبته بالتدخل لدى الحكومة وتقديم دعم سياسي وعسكري للتخلص من الارهابيين". الى ذلك دعا شيوخ عشائر الدليم الى عقد مؤتمر في عمان في أقرب وقت ممكن للاتفاق على مبادئ وآلية للعمل مع الحكومة والقوات الاميركية، على ضوء الاتفاق مع الجعفري، لتسلم زمام الأمور في المحافظة، فيما شكلت العشائر في منطقة الخالدية التي تقطنها عشيرة الفلاحات ومنطقة الكرمة، جنوب الفلوجة، لجاناً شعبية ضمت أئمة المساجد ومثقفين لتوعية الأهالي ونشر ثقافة نبذ العنف والارهاب. وقالت مصادر مقربة من الجماعات العراقية المسلحة ان تنظيم الزرقاوي"يحاول إعادة الثقة بينه وبين عناصر"المقاومة العراقية"، عبر تبنيه عمليات اسقاط ثلاث مروحيات اميركية خلال الاسبوع الجاري. إلا ان المقاتلين من أبناء الرمادي والفلوجة وضعوا الزرقاوي وتنظيمه في خانة الارهاب، واشتبكوا مع بعض الموالين له". واعتبرت المصادر في اتصال مع"الحياة"ان"المقاومة والعشائر تحاول دفع الزرقاوي الى خارج الحدود، بطرق سلمية، لكن القوات الاميركية والاحزاب السنية الساعية الى الاشتراك في الحكومة ترغب في اشعال فتيل الحرب". وزادت ان"أهالي الانبار يحاولون ايجاد صيغة للتخلص منه، وقد هدرت بعض العشائر في المدينة دمه وجماعته، بعدما راح أبناؤها ضحية التفجير الانتحاري ضد متطوعين في الشرطة، منذ أسبوعين، ما دفع عشيرة البوفهد كبرى عشائر الدليم في المنطقة الى خوض اشتباك مسلح مع عناصره أول من أمس قتل خلاله رئيسها الشيخ نصر عبدالكريم الهنداوي، أحد أهم المرشحين لشغل منصب محافظ الانبار". وليست سامراء ببعيدة عما يجري في الرمادي، فقد تم تشكيل لجان محلية لمطاردة الاجانب وابعادهم، وأعيد تشكيل المجلس البلدي. وتمكنت عشيرة البوباز السامرائية من قتل أربعة وطرد 11، في اطار خطة مشتركة مع قوات الأمن والعشائر الأخرى. وطالبت العشائر الحكومة بفتح باب التطوع في قوات الجيش والشرطة وفتح الدوائر وتعهدت حماية المدينة من الهجمات.