ناقش سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف مع نظيره الإيراني سعيد جليلي في طهران أمس، اقتراح موسكو علي واشنطن تسوية الملف النووي الإيراني من خلال سياسة «الخطوة خطوة»، والذي تشترط الولاياتالمتحدة لتنفيذه، وقف طهران تخصيب اليورانيوم. وقالت مصادر في طهران ل «الحياة» إن محادثات باتروشيف تناولت في الدرجة الأولي، اقتراح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في هذا الشأن، لتخفيف العقوبات الاقتصادية علي طهران وإغلاق ملفها النووي. وتأتي زيارة المسؤول الروسي التي تستمر يومين ويلتقي خلالها أيضاً الرئيس محمود أحمدي نجاد، بعد إعلان إيران موافقتها علي الاقتراح الروسي الذي يرمي إلى إجابة إيران عن أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن برنامجها النووي، في مقابل رفع الحظر الاقتصادي عنها خطوة خطوة. وتتركز هذه الأسئلة على اتهامات لايران بالسعي الى صنع رؤوس نووية. ووعدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون نظيرها الروسي، بمناقشة الاقتراح علي مستوي الخبراء بين البلدين. وأشارت المصادر الي أن باتروشيف قد يحمل وجهة النظر الأميركية إزاء الاقتراح، والأسئلة التي على طهران الإجابة عنها. وفي هذا الإطار، يتوجّه وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الى موسكو اليوم، لوضع اللمسات الأخيرة على الاقتراح مع لافروف. وقالت مصادر ديبلوماسية ل «الحياة» إن الولاياتالمتحدة اقترحت لتنفيذ المشروع الروسي، وقف إيران نشاطات تخصيب اليورانيوم، وتحاول موسكو إقناع طهران بذلك، معتبرة أن الأمر مهم في التعاون بين البلدين، ويمكن أيضاً علي صعيد تشغيل مفاعل «بوشهر» النووي. وأشارت المصادر الى أن طهران لا تمانع في الإجابة عن تلك الاتهامات، شرط أن تكون الأخيرة التي تطرحها عليها الدول الغربية، إذ كانت إيران أجابت عن أسئلة مشابهة نهاية العام 2008، من دون أن تنجح في إغلاق ملفها النووي في مجلس الأمن. وقد تكون سياسة «الخطوة خطوة» مقنعة للطرفين، خصوصاً أنها تأخذ العقوبات في الاعتبار، إذ تحاول طهران تجزئة هذه الأسئلة ليشكّل ذلك اختباراً للجانبين. ورأت المصادر أن محادثات باتروشيف ستتطرّق أيضاً إلى تطورّات المنطقة، وتحديداً أحداث سورية، إذ سيستمع المسؤول الروسي إلي وجهة نظر إيران في هذا الشأن. وقبل ساعات من وصول باتروشيف، ذكر النائب الإيراني البارز محمود أحمدي بيغش أن المسؤولين الإيرانيين سيناقشون مع باتروشيف صفقة أنظمة صواريخ «أس-300» المضادة للطائرات، والتي ألغت موسكو تسليمها لطهران، بحجة التزامها العقوبات. وتزامن تصريح كوثري مع إعلان الخبير العسكري الروسي إيغور أشوربيلي الذي أشرف على تصميم الصواريخ الاعتراضية في موسكو خلال السنوات العشر الماضية، توقف بلاده عن إنتاج صواريخ «أس-300»، مشيراً الى أنه سيُبدل بنظام «أس-500» الذي من المقرر نشره العام 2015 لحماية العاصمة الروسية.