دعت المفوضية الأوروبية طهران أمس إلى قبول الاقتراح الروسي الخاص بتخصيب اليورانيوم الإيراني، الأمر الذي يمكن أن يجنب طهران إحالة ملفها النووي على مجلس الأمن. وقال المفوض الاوروبي لشؤون العدل فرانكو فراتيني، ان"الباب ما زال مفتوحاً من اجل التوصل إلى حل تفاوضي للوضع، واقتراح روسيا تخصيب اليورانيوم خارج إيران لا يزال على الطاولة ويجب دراسته في شكل كامل". وزاد:"إذا علقت إيران مجدداً نشاطات التخصيب وقبلت الاقتراح الروسي، ربما لا يكون ضرورياً إحالة الملف على مجلس الأمن". ودعا النواب الأوروبيون في قرار صادقوا عليه أمس، طهران إلى"دراسة جدية"للاقتراح الروسي الذي يطرح"إمكان المضي قدماً في البرنامج النووي في إطار متعدد الأطراف". واعتبر النواب الأوروبيون"مساهمة مجلس الأمن كما تراها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خطوة ضرورية لتقويم الوضع الحالي". أما الوزير المنتدب النمسوي للشؤون الخارجية هانس فينكلر الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي حالياً، فرأى أمام البرلمان الأوروبي أن الخطة الروسية"مساهمة مهمة يجب أن ينضم إليها الاتحاد الأوروبي في شكل كامل"، فيما أكدت المستشارة الألمانية انغيلا مركل أن فرصاً حقيقية ما زالت موجودة للتوصل إلى اتفاق ديبلوماسي لنزع فتيل الأزمة. وفي طهران، أشارت مصادر إيرانية مطلعة إلى أن الجمهورية الإسلامية تطالب بإدخال تعديلات على الاقتراح الروسي، تضمن لإيران حقها في التكنولوجيا النووية وتخصيب اليورانيوم على أراضيها، مع سعيها إلى إقناع المجتمع الدولي بالموافقة على استئنافها التخصيب لأهداف بحثية. والتعديلات هي: أولاً: وضع جدول زمني لعمليات التخصيب على الأراضي الروسية يتراوح بين 6 و8 سنوات، تنتقل هذه العلميات في أثرها إلى إيران، ثانياً : تحديد نسبة المشاركة العلمية والجهاز البشري الإيراني في هذه العملية بما لا يقل عن 50 في المئة، ثالثاً: توسيع دائرة الدول المشاركة في العملية، إذ لا تمانع طهران انضمام الصين وجنوب أفريقيا إلى العملية، رابعاً: توزيع النفقات المالية بالتساوي على الدول المشاركة في التخصيب، إذ ترى طهران أنه لا يمكن الدخول في شراكة مماثلة وتتحمل وحدها النسبة الأكبر من النفقات، خامساً: تريد طهران معرفة الحصة التي ستحصل عليها من الوقود النووي الذي سينتج في روسيا. وأكد فياتشيسلاف موكالو المستشار في السفارة الروسية في طهران انه ينتظر وصول وفد إيراني الاثنين المقبل إلى موسكو بعد الإعلان أول من أمس عن طلب طهران تنظيم هذه المحادثات حول اقتراح التخصيب. ناتانز وأعلن مدير الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية غلام رضا آقازاده أن عمليات تخصيب اليورانيوم التي تجريها إيران في منشأة ناتانز"محصورة في مجال التحقيق العلمي". وقال إن طهران ستعمل على تشغيل نحو 164 جهاز طرد مركزياً في ناتانز لهذا الهدف، وهو ما لا يسمح لإيران بإنتاج الوقود النووي"بكميات صناعية" في الوقت الحالي. وأشار آقازاده إلى أن العلماء الإيرانيين حقنوا أجهزة الطرد المركزي بغاز الهغزافلورايد اليورانيوم يو أف 6 الذي يحوّل في منشآت"يو سي أف"في أصفهان، مضيفاً أن"التحقيق العملي يحتاج إلى وقت ربما يستغرق أشهراً، ولا يقف عند حقن الغاز بالأجهزة". دور تركي في غضون ذلك، أعلنت سفارة الولاياتالمتحدة في أنقره أن السفير الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية غريغوري شولت سيصل اليوم إلى تركيا، يلتقي خلالها مسؤولين في الخارجية التركية لمناقشة"الجهود التي تبذلها إيران لحيازة أسلحة نووية والتدابير الديبلوماسية الدولية لحل هذه المسألة". ويأتي ذلك بينما رأى السناتور الجمهوري الأميركي سام براونباك أن الصينوروسيا محكومتان بعلاقات تجارية مع إيران بدرجة كبيرة لا تمكنهما من مساعدة الغرب في الحد من طموحات طهران النووية، وطالب باتخاذ موقف حاسم مع موسكو وبكين. وشبه وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي السياسة الأميركية بكرة القدم الأميركية. وقال:"الأميركيون يحبون لعبة كرة القدم الأميركية التي تعتمد على الهجوم، وخلال اللعبة يضربون بعضهم البعض أو يضربون الحكم. نفضل الشطرنج ونحب أن نلعب ونتخذ القرارات من خلال التأمل الهادئ". مزيد من التحدي في غضون ذلك، أعلن قائد قوات حرس الثورة الإسلامية الإيرانية الباسداران الجنرال يحيى رحيم صفوي أن بلاده"مستعدة للرد على أي عمل عسكري يمكن أن تشنه الولاياتالمتحدة"، وإن أشار إلى عدم وجود مؤشرات على تهديد أميركي. وزاد:"القوات المسلحة والشعب الإيراني على استعداد للدفاع عن النفس وشن هجوم دفاعي في حال ارتكبت أميركا حماقة اكبر من هجومها على العراق".