أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عرّاب الملف النووي المنتهية ولايته حسن روحاني استمرار تصميم بلاده على استئناف جزء من عملية تخصيب اليورانيوم في منشآت أصفهان لإنتاج غاز"يو سي أف"، وإن أقر بأن بلاده ملزمة على تأخير تنفيذ هذا القرار بسبب بعض العوائق الفنية والقانونية، متخلية بذلك عن الموعد النهائي الذي حددته لتنفيذ قرارها. كما شدّد على تمسك إيران باستمرار عملية المفاوضات مع الأوروبيين. وكرّر روحاني هذا الموقف خلال استقباله الأمين العام ل"حزب الله"اللبناني حسن نصرالله. وأشار إلى أن القرار النهائي اتخذ من أعلى قيادات النظام الإيراني، وأن إعادة فتح منشآت أصفهان سيتم خلال الأيام المقبلة وتحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي الإطار نفسه، رأى روحاني أن"الغرب بقيادة الولاياتالمتحدة الأميركية يسعى إلى حرمان إيران من التوصل إلى التكنولوجيا النووية". وشدّد على"حزم وتصميم الدولة والشعب الإيرانيين"للتوصل إلى هذا الحق للأغراض السلمية. وخلقت الرسالة التي وجهتها الترويكا الأوروبية فرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى طهران، محذرة فيها من مغبة استئناف العمل في منشآت أصفهان، حالاً من عدم الوضوح في المواقف الإيرانية وصلت إلى حد التناقض الواضح. فبعدما أكد الناطق باسم الخارجية حميد رضا آصفي أن بلاده لا تقبل لهجة التهديد الأوروبية ولن تخضع للضغوط، إلى تأكيد مسؤول لجنة الإعلام في مجلس الأمن القومي علي آقا محمدي أن العمل بدأ فعلاً في منشآت أصفهان، عاد الأخير ليبدي تردده من فتح المنشآت المذكورة. وبرّرت إيران التأخير الحاصل في تنفيذ القرار بالقول إنها لا تريد استئناف العمل من دون إشراف فرق تفتيش الوكالة الدولية. وبعدما كان آصفي أعلن عن وجود فريق من المفتشين في طهران بداية الأسبوع الماضي، عاد روحاني ليؤكد أن فريق المفتشين سيزور إيران بداية الأسبوع المقبل يوم السبت، لذلك فان العقبة الفنية لا تحل إلا بوصول المفتشين الدوليين. وكانت الناطقة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت انه من الصعب تركيب كاميرات ومعدات الوكالة للرقابة قبل منتصف الأسبوع المقبل. ويأتي القرار الإيراني ب"التأجيل الطوعي لأسباب فنية"محاولة لأيجاد مخرج سياسي وقانوني للطلب الأوروبي الذي جاء مغلفاً بالتهديد، مع عدم الحصول على أية ضمانات بإدخال تعديلات على نص مشروع الرؤية الأوروبية لحل الأزمة الإيرانية الذي من المتوقع أن يسلم للمسؤولين الإيرانيين نهار الجمعة المقبل على إن يكشف عن مضمونه في اليوم التالي. وكانت دول الاتحاد الأوروبي، خصوصاً فرنسا وألمانيا وبريطانيا، هددت إيران بدعوة مجلس حكام الوكالة الدولية إلى الانعقاد لبحث إمكان إحالة الملف الإيراني على مجلس الأمن الدولي لفرض المزيد من العقوبات على إيران. ترحيب اميركي بالتأجيل ولاقت الخطوة الإيرانية بتأجيل العمل في منشآت أصفهان ترحيباً أميركياً، ترافق مع مطالبة إيران بالتخلي عن عملية تخصيب اليورانيوم، الأمر الذي تعتبره طهران محاولة أوروبية لنقض ما تم التوافق عليه في اتفاق باريس في تشرين الأول أكتوبر من العام الماضي، والذي تقول طهران انه لم يتطرق إلى منشآت اصفهان، مؤكدة أن تعليق نشاطاتها جاء بهدف تعزيز الثقة بنياتها السلمية، فيما يرى الأوروبيون أن عملية إنتاج غاز اليورانيوم يدخل في عملية التخصيب لأنه يتضمن عملية تنقية هكتا اوكسيد اليورانيوم يو 3 أو 8 أو"الكعكة الصفراء"وتحويله إلى غاز الهغزافلورايد الاورانيوم يو أف 6 الذي يوضع في أنابيب آلات الطرد المركزي لتخصيبه لاحقاً في منشآت ناتانز. في موازاة ذلك، أكد خبراء روس أن إيران لا تخشى إحالة ملفها على مجلس الأمن الدولي، معتمدة في ذلك على الأضرار التي ستحلق بالاستثمارات الكبيرة بعشرات بلايين من الدولارات التي ستحصل عليها أوروبا في إيران من خلال مشاريع بناء مفاعلات نووية أخرى، إضافة إلى أن روسيا لن تقف إلى جانب الولاياتالمتحدة في هذا التوجه لما فيه من إضرار بمصالحها الاقتصادية، وهو ما يجعل المرحلة الجديدة من المفاوضات بين الجانبين تبدو عاصفة.