كشف مصدر إيراني على صلة بالملف النووي الإيراني ل"الحياة"أن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الروسي إيغور ايفانوف حمل بالفعل في زيارته الأخيرة إلى طهران، اقتراحاً روسياً - أوروبياً يسمح لإيران بالاحتفاظ بنشاطاتها النووية لتحويل اليورانيوم في منشآت أصفهان تحويل الكعكة الصفراء إلى غاز الهغزافلوريد اليورانيوم أو غاز يو 6، على أن ينقل إلى الأراضي الروسية لتخصيبه وتحويله إلى وقود نووي قابل للاستخدام في المفاعل النووي في بوشهر أو مفاعلات أخرى قد تبنى لاحقاً. وأضاف المصدر أن الاقتراح يخضع للبحث والدراسة من الجانب الإيراني، خصوصاً أن إيران لا تريد أن تشكل موافقتها السريعة على الاقتراح مدخلاً لحرمانها من حقها في التخصيب على أراضيها لاحقاً. وشدد المصدر على أن تصريحات مدير الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية غلام رضا آغازاده بعد لقائه إيغور ايفانوف، حمل إشارات واضحة إلى الموقف الإيراني من الاقتراح الروسي، إذ أكد آغازاده عدم اعتراض بلاده على استيراد اليوارنيوم المخصب من بلد آخر، إلى جانب اليورانيوم الذي تنتجه في الداخل. ويقول المصدر إن هذا التصريح يحمل إشارات على اقتراح إيراني جديد قدمته طهران إلى الضيف الروسي تطلب فيه السماح لها بتشغيل خمسة إلى ستة آلاف جهاز طرد مركزي في منشآت" ناتانز"للتخصيب، أي أن تحصل على اعتراف بحقها القانوني في التخصيب على أراضيها بناء على معاهدة الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل ولو جزئياً، ذلك أن الحاجة الفعلية لإنتاج الوقود النووي الضروري لتشغيل مفاعل بوشهر وحده، يقارب 60 ألف جهاز طرد مركزي. وأضاف المصدر أن إيران تسعى إلى توسيع دائرة المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، من دون إقفال الباب أمام المشاركة الأميركية، إذا رغبت واشنطن بذلك. لكن إمكان تحقيق ذلك غير ممكن في المرحلة الحالية. وستطرح طهران اقتراح توسيع دائرة الدول المحاورة بعد جلسة مجلس محافظي الوكالة الدولية في الرابع والعشرين من الشهر الجاري. ولفت إلى أن ما يعزز هذا التوجه تصريحات الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي عراب الملف علي لاريجاني الذي تحدث عن اقتراح إيراني للحل قدم إلى الأوروبيين. وشدد لاريجاني على أن بلاده"تتبع اكثر من مسار في المفاوضات، فهي تتفاوض مع روسيا والصين ودول عدم الانحياز على انفراد، في الوقت الذي تستمر فيه بالتفاوض مع الدول الأوروبية". وأضاف أن المفاوضات جاءت بناء على طلب الوكالة الدولية في القرار الأخير،"لكننا اقترحنا المضي في التفاوض ولم نوافق على حصرها بهذه الدول، فالتفاوض معهم مشروط بتوضيح الأهداف والإطار والزمن"، مهدداً ب"القيام بما هو مناسب إذا لم ترد الأطراف الأخرى ذلك".