فيما تشهد بغداد، هدوءاً نسبياً، تزامن مع تكثيف القوات الأمنية حملات الدهم والتفتيش في إطار ما يعرف ب"عمليات الرعد"في أنحاء البلاد، تواصل مسلسل الاغتيالات والتصفيات الجسدية في المنطقة الغربية على أيدي"عناصر الجماعات الأصولية المتشددة"ما ينبئ بانفجار قريب لسكان هذه المنطقة في وجه هذه الجماعات. في غضون ذلك دان الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة في العراق اشرف قاضي"أعمال العنف التي تستهدف المواطنين البسطاء"، وقال في بغداد أمس ان"الكثير من هذه الأعمال بدت كأنها تنطوي على دوافع سياسية القصد منها إثارة المزيد من الصراع الطائفي"، مشيرا الى ضرورة"مطالبة الشعب العراقي قادته بتأمين حمايتهم واحترام كرامة الإنسان وصيانة حقوقه وإرساء حكم القانون". وأثنى على النداءات التي أطلقها القادة الروحيون والداعية الى"ضبط النفس والتحلي بالصبر". وتواصل مسلسل الاغتيالات في الرمادي 70 كلم غرب بغداد، حيث أطلق مسلحون مجهولون النار على الشيخ عبدالغفور الراوي، إمام وخطيب جامع الإمام الشافعي في حي التأميم غرب المدينة، في أعقاب أدائه صلاة الظهر وأردوه قتيلاً. وأكد شهود ل"الحياة"ان"ملثمين أطلقوا الرصاص على الراوي بعد خروجه من المسجد، ولفتوا الى ان الضحية هو أحد الأعضاء البارزين في"الحزب الإسلامي"، ويتمتع بسمعة طيبة، وهو احد الشخصيات المعتدلة". وقال حذيفة عبدالغفور، نجل الراوي ل"الحياة"ان"الجماعات المسلحة المتشددة باتت تستهدف الشخصيات المعتدلة من أبناء المدينة"، مشيرا الى ان"تشدد هذه الجماعات المفرط يرمي الى تدمير البلد وإسكات الأصوات الداعية الى الحلول السلمية". ولفت الى ان"التأييد الذي كانت تتمتع به هذه الجماعات وسط أهالي المدينة، تحول الى نقمة توشك على الانفجار في وجهها". وشدد على ان"طغيان هذه الجماعات فاق طغيان القوات الاميركية". ميدانياً، لقي اثنان من الجنود الاميركيين مصرعهما أول من امس برصاص قناص في حي المعلمين في الفلوجة، فيما لقي جندي ثالث مصرعه صباح امس برصاص قناص في الصقلاوية 10 كلم شمال الفلوجة اثناء وجوده في نقطة التفتيش، فوق جسر عند مدخل البلدة، ما دفع القوات الاميركية الى إغلاق مدخل المدينة وشن حملة تفتيش واسعة في المناطق المجاورة بحثاً عن الفاعل. وقال شاهد ل"الحياة"ان"عمليات القنص التي تستهدف القوات الاميركية ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة في الفلوجة عموماً"، وأضاف ان"القوات الاميركية تسارع الى دهم البيوت، واعتقال الشباب في المنطقة في اعقاب كل عملية، بحثا عن القناصة الا انها فشلت في العثور على أحد منهم حتى الآن". من جهة أخرى، أعلن الجيش الاميركي امس ان احد جنوده لقي مصرعه ول من امس"بنيران غير معادية". واوضح في بيان أصدره ان"جندياً من البحرية عثر عليه مقتولاً بنار غير معادية في القاعدة المتقدمة غرب العراق". وبذلك يرتفع عدد قتلى الجيش الاميركي والمدنيين الاميركيين العاملين معه الى ما لا يقل عن 2215 منذ احتلال العراق في اذار مارس 2003 وفق اخر إحصاء لوزارة الدفاع الاميركية. في غضون ذلك أحرق مسلحون شاحنتين تقلان مؤناً للجيش الاميركي عند مرورهما قرب احدى نقاط التفتيش في تكريت. واكد شهود ان المسلحين أطلقوا النار على الشاحنتين اللتين كانتا متوجهتين الى القاعدة الاميركية، واضافوا ان الشاحنتين تابعتان لشركة تركية متعاقدة مع الجيش الاميركي. وفي سياق متصل، نجا ضابط كبير في الجيش العراقي من محاولة اغتيال بانفجار عبوة غرب مدينة الطوز 90 كلم شرق تكريت، وقال مصدر في مركز التنسيق المشترك في تكريت"انفجرت عبوة صباح أمس، اثناء مرور موكب العميد فريدون عبدالقادر"، احد كبار ضباط الفرقة العراقية الرابعة التي تتخذ تكريت مقراً لها، ما أدى الى إصابته بجروح خطيرة، فيما دمرت العربة التي كان يستقلها. وفي كركوك، 280 كلم شمال بغداد، عثرت الشرطة على جثتي ضابط كبير في مغاوير الداخلية وسائقه. وقال الضابط محمد ابراهيم ان"الشرطة عثرت على جثة العميد حمد محروس وسائقه قرب احدى القرى الواقعة على الطريق بين تكريت وكركوك، وهما موثوقا الايدي"، واوضح ان محروس"ينتمي الى لواء البرق التابع لمغاوير الداخلية والتحق بالشرطة منذ شهر واحد". وزاد ان"محروس خطف قبل اسبوع في عملية تبناها تنظيم انصار السنة الأصولي"، واكد ان"ورقة وجدت قرب الجثتين تعلن فيها جماعة انصار السنة مسؤوليتها عن العملية وتحذر عناصر الأجهزة الامنية العراقية من المصير نفسه". وفي بغداد ابطلت مديرية"شرطة الشعب"مفعول سيارة مفخخة كانت تقف الى جانب الطريق قرب سوق شعبي. وقال مصدر في الشرطة ان"معلومات اشارت الى الاشتباه بالسيارة المذكورة ما تطلب احضار خبير المتفجرات على الفور فأبطل مفعول المتفجرات الموضوعة داخلها". واكد المصدر ان شرطة باب المعظم عثرت صباح امس على عبوة كانت موضوعة على جانب الطريق داخل صندوق، واوضح ان العبوة"استهدفت وزارة الأشغال والبلديات العامة في ساحة الميدان"وان خبير المتفجرات"ابطل مفعولها". وعلى الصعيد ذاته عثرت قيادة شرطة الزعفرانية على منصة لإطلاق صواريخ كاتيوشا كانت موجهة الى منطقة الرستمية حيث توجد قاعدة عسكرية للجيش الاميركي وعدد من وحدات الجيش العراقي. في غضون ذلك، كثفت قوات الامن حملات الدهم والتفتيش في عموم المدن العراقية، في اطار ما يعرف ب"عمليات الرعد"والقت القبض على 27 من المشتبه بهم في بغداد وتلعفر وكربلاء وتكريت، وعثرت على كميات كبيرة من الأسلحة والاعتدة بينها قذائف هاون واسلحة خفيفة وصواريخ من نوع كاتيوشا. من جهة أخرى، شب حريق في احد السجون الإصلاحية في الناصرية ما أسفر عن إصابة 11 سجيناً بجروح بليغة، وفقاً لأحد عناصر الشرطة الذي أوضح ان حريقاً اندلع في ساعة مبكرة صباح أمس في السجن نتيجة الإهمال ما أدى الى اختناق بعضهم. ونظراً الى وجود الكثير من الاغطية المنتشرة في القاعدة امتدت النار الى القاعات المجاورة، إلا ان رجال الدفاع المدني تمكنوا من إخمادها. وأكد المصدر ان لجنة تحقيق شكلت لمعرفة اسباب الحادث.