قالت مصادر ديبلوماسية اميركية ان المساعدة الاميركية المقدمة للسلطة الفلسطينية سيعاد النظر فيها وقد تخفض اذا اعطت"حركة المقاومة الاسلامية"حماس دوراً في الحكومة بعد الانتخابات الفلسطينية المقررة هذا الشهر. جاء هذا التحذير الجمعة فيما كثف مسؤولون بارزون بادارة جورج بوش من ضغوطهم على الرئيس الفلسطيني محمود عباس كي ينزع سلاح الحركة. وترغب الولاياتالمتحدة في اجراء الانتخابات التشريعية المقررة في 25 كانون الثاني يناير الجاري في موعدها لتعزيز الديموقراطية الفلسطينية، كما قبلت على مضض بمشاركة"حماس"في الاقتراع. لكن واشنطن قلقة من اداء قوي من جانب حركة"حماس"التي نفذت نحو 60 تفجيراً انتحارياً ضد اسرائيليين خلال انتفاضة مستمرة منذ اكثر من خمسة اعوام. وحذرت مصادر ديبلوماسية اميركية من ان نتيجة كهذه ستدفع لاجراء مراجعة في المساعدة المالية الاميركية للفلسطينيين بسبب القيود الاميركية المفروضة على تقديم اي"دعم مادي"لجماعات تدرجها واشنطن على قائمة الارهاب. وقال مصدر ديبلوماسي تحدث بشرط عدم الافصاح عن هويته"سيكون لها عواقب"بالنسبة الى المساعدة الاميركية المقدمة للفلسطينيين. وقال مصدر ديبلوماسي اميركي آخر:"سيتعين علينا النظر في كيفية الالتزام بدقة بالقوانين القائمة بشأن التعامل مع ارهابيين اجانب". وقال ناطق باسم"حماس"ان التصريحات الاميركية تصل الى حد"تدخل صارخ"في الشؤون الفلسطينية. وقال سامي ابو زهري ان"حماس"ترفض هذا الابتزاز بشكل كامل وان الشعب الفلسطيني سيدافع عن خياراته. واقترح الرئيس جورج بوش في العام الماضي مساعدات قيمتها 350 مليون دولار للفلسطينيين مما يمثل زيادة كبيرة في حجمها بهدف تعزيز مكانة عباس. وتقدم واشنطن، اوثق حليف لاسرائيل، مساعدات للدولة اليهودية تتجاوز قيمتها بليوني دولار سنويا. وفي تشديد للضغوط على بوش كي ينتهج خطاً اكثر تشدداً حذر مجلس النواب الاميركي في كانون الاول ديسمبر الماضي من ان مشاركة"حماس"في الانتخابات يمكن ان تعرض المساعدة الاميركية للخطر. واشار الاتحاد الاوروبي ايضا الى ان مساعداته للفلسطينيين يمكن ان تخفض. وقال ديفيد ولش مساعد وزيرة الخارجية الاميركية عقب اجتماع مع عباس في رام الله:"ينبغي الا يكون هناك مكان في العملية السياسية لجماعات او افراد ممن يرفضون نبذ الارهاب والعنف او يرفضون الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود او يرفضون التخلي عن السلاح." وعلى رغم ان"حماس"تعرف على نطاق واسع في العالم الخارجي باعتبارها جماعة مسلحة الا انها تستقطب اعجاب الكثيرين من ابناء الشعب الفلسطيني للاعمال الخيرية التي تنفذها في الضفة الغربية وقطاع غزة كما ان صورتها في اعينهم تتسم بخلوها من الفساد بعكس سمعة حركة"فتح". وفي تغيير للنبرة التي تستخدمها الحركة أغفلت"حماس"ذكر شعارها الخاص بتدمير اسرائيل في برنامجها للانتخابات التشريعية. وقالت ميكايلا شويتزر بلوم الناطقة باسم القنصلية الاميركية في القدس انه سيحظر على الديبلوماسيين الاميركيين اجراء اي اتصالات مباشرة مع اعضاء"حماس"المنتخبين في البرلمان اضافة الى اولئك الذين لهم صلات بالحركة.