استغرب ياسر الصوت الذي اجابه على الهاتف الارضي لمنزل صديقه احمد في حي العدل غرب بغداد، بعد مرور اكثر من اسبوع على انقطاع الأخير عن الاتصال به، وزاد استغرابه عندما أكد له صاحب الصوت أن المنزل لم يعد لعائلة احمد، ما اطلق العنان لخيال ياسر الذي راح يفكر بمصير عائلة صديقه في هذه المنطقة الساخنة امنياً. لكن الصديق المفقود اتصل بعد ايام قليلة ليؤكد ان عائلته تعرضت للتهجير وان الساكن الجديد استولى على بيتهم. منزل عائلة احمد واحد من آلاف المنازل التي تركها اصحابها في المناطق الساخنة التي تعرضت للتهجير، واستولت عليها عائلات نازحة من مناطق أخرى. ويقول زياد الجبوري، من منطقة الدورة ان منازل العائلات المهجرة في منطقته، التي بدأت تزداد يوماً بعد آخر تحولت الىاهداف عسكرية للقوات الاميركية بسبب استخدام الجماعات المسلحة لتلك المنازل مخازن للأسلحة والذخائر. ويؤكد ان نزوح العائلات عنها من دون تمكنها من بيعها او تأجيرها بسبب تهديدات العناصر المسلحة والميليشيات ادى الى اخلاء عدد كبير من سكانها واصحابها واستغلالها من الجماعات المسلحة والميليشيات. فيما اضطرت بعض العائلات تحت وطأة الضغوط الى تأجير منازلها بمبالغ تصل الى 30 دولاراً في الشهر بعدما كانت تجاوزت بدلات الايجار 500 دولار في المنطقة ذاتها قبل عامين. اما هناء يوسف التي هجرت من منطقة الغزالية ذات الغالبية السنية فتقول ان عائلتها غادرت المنطقة بعد ان تسلمت رسائل تهديد من احدى الجماعات المسلحة. في الوقت ذاته وصلت رسائل تهديد مماثلة الى عائلة والدتها التي تنتمي الى المذهب السني، ما اتاح للعائلتين تبادل المنازل حيث انتقلت عائلتها التي تنتمي الى المذهب الشيعي الى حي البنوك للسكن في منزل جدها لأمها، فيما غادرت عائلة جدها السنية الى منزلهم في الغزالية.