وزعت جماعة مسلحة منشورات في مدارس بغداد المتوسطة والاعدادية وفي الجامعات تدعو الاساتذة والطلبة الى تعليق الدوام في كلياتهم ومدارسهم. وقالت"جماعة أنصار السنة"في انذارها الذي أمهل المعنيين به ثلاثة ايام لتنفيذه، انها تدعو الى ذلك ل"الحفاظ على دماء علمائنا وطلبتنا"، مشيرة الى ان عمليات"التصفية على الهوية"قد طالتهم، ومحذرة من لا يمتثل لأمرها. جيهان محمد، الطالبة في كلية الآداب جامعة بغداد، قدمت طلباً لتأجيل دراستها للسنة الدراسية الحالية، بسبب تأزم الاوضاع الامنية، وقالت ل"الحياة":"عندما ذهبت الى كليتي قبل اسبوعين حصل اطلاق نار في المنطقة التي تقع الكلية فيها وعلمت فيما بعد ان طالبين استهدفا في العملية". وأضافت:"لم يعد الوضع الامني يُحتمل. فالرعب بات يسيطر على الجميع". اما خالد سعيد، الطالب في كلية الادارة والاقتصاد في الجامعة المستنصرية، فأكد ان"الوصول الى الجامعات بات امراً صعباً، بسبب القتل على الهوية"، وقد خطف مسلحون صديقه بعد طلب هويته. الخوف من عمليات القتل والخطف جعلت الدراسة في الجامعات غير منتظمة، وتشير مصادر جامعية الى ان معظم طلبة المراحل الأولى لم يلتحقوا بصفوفهم بعدما طالت الاغتيالات العشرات من الأساتذة وبدت كليات الاداب واللغات والطب والادارة والاقتصاد والتربية شبه خالية. وقالت بلقيس محمد، استاذة العلوم السياسية في جامعة بغداد ان"ما يحدث الآن حرب مباشرة على التعليم الجامعي، والمشكلة سياسية وليست أمنية"، داعية الى معالجتها بسرعة"وإلا فإن كارثة ستحل بالتعليم الجامعي". ولم يخف ابراهيم علي، الاستاذ في الجامعة المستنصرية، مخاوفه من تعليق الدوام لهذه السنة في معظم كليات بغداد ومعاهدها العالية. وقالت سعاد ياسين، المسؤولة عن دوام الطلبة في كلية العلوم، ان طلبة المحافظات انقطعوا عن الدوام. وحذر باحثون واكاديميون من انهيار النظام التعليمي في العراق، خصوصاً داخل الجامعات بسبب الفوضى الامنية وتعرض الأساتذة للخطف والاغتيال. الى ذلك قال باسل الخطيب، المدير الاعلامي لوزارة التعليم العالي ل"الحياة"ان الوزارة"تعمل مع وزارة الداخلية لحماية الجامعات"، ولم يستبعد تأجيل الدراسة"على رغم صعوبة اتخاذ قرار بذلك". وكشفت احصائية اعدتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مقتل اكثر من 200 استاذ جامعي منذ الغزو الاميركي في نيسان ابريل 2003، اما الاساتذة الذين غادروا البلد فيتجاوز عددهم الثلاثة آلاف.