أكد مسؤول في "المحاكم الإسلامية" الصومالية أن وفداً رفيعاً من قادة الجماعة عقد محادثات غير رسمية مع وزير إثيوبي في جيبوتي، للبحث في حل للأزمة بينهما. غير أن الإسلاميين أصروا على أن تسحب أديس أبابا قواتها المنتشرة في بلادهم لدعم حلفائها في الحكومة الانتقالية الضعيفة، قبل بدء أي مفاوضات رسمية موسعة. وجاءت هذه التطورات في وقت أنهى قائد القوات الأميركية في القرن الأفريقي الجنرال جون أبي زيد زيارة إلى إثيوبيا،"للاطلاع على تطورات الموقف في الصومال وعلى امتداد الحدود مع اريتريا"، بحسب السفارة الأميركية في أديس أبابا. والتقى أبي زيد رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي الذي تعتبره واشنطن حليفها في"الحرب على الإرهاب"في المنطقة. وقال مسؤول العلاقات الخارجية في"المحاكم"إبراهيم حسن شيخ عداو إن الرجل الثاني في صفوف الإسلاميين شريف شيخ أحمد قاد الوفد الذي التقى وزير الدولة في الخارجية الإثيوبية تقيدا أليمو، نهاية الأسبوع الماضي في جيبوتي، على هامش لقاء بين وفد"المحاكم"ومسؤولين في هيئة التنمية الحكومية لدول شرق أفريقيا المعروفة باسم"إيغاد". وأضاف عداو أن المسؤولين الإسلاميين"يريدون استقراراً إقليمياً وعلاقات طيبة مع جيرانهم. لكن لا يمكننا عقد محادثات مع إثيوبيا، ما لم تسحب قواتها من البلاد. هذا هو الخلاف الرئيسي بيننا". وأشارت الخارجية الإثيوبية إلى أن ديبلوماسيين في بعض دول المنطقة شاركوا في الاجتماع عبر دائرة هاتفية مغلقة. وقال الناطق باسم الوزارة وحيدي بيلاي إن أليمو أبلغهم قلق بلاده"في هذه الأوقات التي تشهد توتراً". وأضاف أن الوزير"أخبرهم أن إثيوبيا تحاول تلافي الصدام، على رغم أنهم انتهكوا حقوقنا وسيادتنا". ونقلت صحف إثيوبية عن أليمو أن"رد الجانب الآخر لم يكن مشجعاً". وعقب الاجتماع، دعت"إيغاد"في بيان إلى"انسحاب جميع القوات الأجنبية من الصومال واحترام وحدة أراضيه". وحضت"كل الدول على مراقبة حظر الأسلحة الذي فرضته الاممالمتحدة". وفي غضون ذلك، تظاهر آلاف في مقديشو ضد مشروع القرار الذي قدمته الولاياتالمتحدة إلى مجلس الأمن لنشر قوات أفريقية لحفظ السلام في الصومال، قبل ساعات من مناقشته في نيويورك. وحذر زعيم"المحاكم"الشيخ حسن ضاهر عويس من أن تبني القرار قد يشعل حرباً إقليمية. وقال أمام المتظاهرين الذين احتشدوا في استاد العاصمة:"يجب أن توقف الأممالمتحدة عدوانها الواضح وتحيزها، وإذا لم تفعل ذلك، أقسم بالله العظيم أن المسلمين سيصبحون كالبنيان المرصوص للدفاع عن أنفسهم". ورفع المتظاهرون الذين كانت غالبيتهم من النساء وأطفال المدارس أسلحة رشاشة ولافتات كتبوا عليها"إدارة بوش ذئب في ملابس حمل. قراره ليس حلاً للصومال"، و"الأمن متحقق في ربوع بلادنا، لا مجال للاستعمار في الصومال". إلى ذلك، قررت الحكومة الصومالية منع السيارات الآتية من مقديشو من دخول مدينة بيداوة، حيث تتمركز المؤسسات الانتقالية، خوفاً من اعتداءات جديدة. وقال المسؤول في وزارة الداخلية أحمد إسحق:"تعرضنا لهجمات انتحارية، ونعتقد أن السيارات التي استخدمت فيها مصدرها مقديشو، لذا اتخذنا هذا القرار". وأضاف:"اعتباراً من الثلثاء اليوم، لن يسمح لأي سيارة آتية من مقديشو بدخول بيداوة". وفي المقابل، قال الشيخ محمد ابرهيم بلال الذي يترأس"المحاكم"في منطقة باي حيث تقع بيداوة:"ندين هذا القرار. إنه تخريب همجي واقتصادي". وأضاف أن"الإثيوبيين هم الذين اتخذوا القرار، وهؤلاء الحكومة تلقوا ببساطة أمراً بتطبيقه".