قصفت الطائرات الإثيوبية أمس مطارين في الصومال، أحدهما مطار مقديشو معقل "المحاكم الإسلامية"، في تصعيد جديد للنزاع الذي يهدد بالامتداد إلى القرن الأفريقي، فيما اعتبرت أديس أبابا أن لها"الحق في استخدام كل الوسائل" العسكرية للقضاء على الإسلاميين الصوماليين. واستمرت المعارك بين"المحاكم"والقوات الحكومية التي أعلنت تحقيقها تقدماً لافتاً باستعادة مدينة بلداوين من الإسلاميين بعد يوم من استعادتها مدينة أخرى. وغداة إعلانها الرسمي المشاركة في المعارك الدائرة منذ نحو أسبوع في الصومال، قصفت إثيوبيا أمس مطار مقديشو الدولي الذي كانت"المحاكم"استولت عليه في حزيران يونيو الماضي. وقصف الطيران الإثيوبي مطاراً آخر يشتبه في أنه يستخدم لتموين الإسلاميين في بليدوغل 90 كلم جنوب غربي مقديشو. وقال العامل في مطار مقديشو محمد علاساوع:"رأيت الطائرة تلقي قنبلة على المدرج. كنت أظن أن الطائرة ستهبط، لكن بعد ثوان أطلقت قنبلة وطارت". وجرحت امرأة في الهجوم. وأكدت أديس أبابا أنها شنت غارة جوية على مطار مقديشو"لمنع الرحلات الجوية غير المرخصة"من الحكومة الانتقالية. واعتبرت أن لها"الحق في استخدام كل الوسائل"العسكرية على الأرض لمحاربة"المحاكم". وقال الناطق باسم وزارة الاعلام الإثيوبية زيمدكوم تيكل:"لدينا الحق في التحرك على الأرض بكل الوسائل التي نرغب فيها للوصول إلى غاياتنا". وأضاف:"قلنا بوضوح إننا سنتخذ كل الإجراءات المناسبة لضرب القوات المناهضة لإثيوبيا في الصومال. وسنتخذ الكثير من الاجراءات على الأرض لدعم برنامجنا". وقال الناطق باسم الحكومة الصومالية عبدالرحمن ديناري إنها وافقت على أن تستخدم إثيوبيا القوة الجوية. وأضاف أن"أي مكان يستخدمه الارهابيون لجلب الاسلحة والذخيرة يستحق ان يضرب". وتأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من إعلان إثيوبيا شن"هجوم مضاد"على الإسلاميين الصوماليين، وقصفها قريتين. وقال رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي في كلمة متلفزة إن"الاجراءات الدفاعية التي نحن مضطرون إلى اتخاذها ستكون محدودة ومتناسبة مع الهجمات التي اطلقت ضدنا ومع المخاطر التي تهدد بلادنا، وبموجب القانون الدولي". وأضاف أنها"لا تستهدف سوى المجموعات الارهابية"الحاكمة في الصومال، مؤكداً أن"اثيوبيا لا ترغب في التدخل في الشؤون الصومالية، إلا ضمن الإطار الذي وضعه الاتحاد الأفريقي". وفي المقابل، ندد القيادي الاسلامي الشيخ محمد ابراهيم بلال بهذا"العدوان". وقال إن"اثيوبيا بدأت تقتل المدنيين الصوماليين وندعو المجتمع الدولي إلى التحرك بسرعة". وقال مسؤول آخر في"المحاكم"، إن"المطار يستخدم في الاساس للرحلات المدنية. هذا الهجوم الاخير حدث حين كان عدد كبير من الناس يسافرون للحج. إنه هجوم مروع". غير أن الناطق باسم الخارجية الإثيوبية السفير سولومون عبيدي قال إن الهجوم على المطار جاء لمنع طائرات"تقوم برحلات غير شرعية كانت تحاول الهبوط هناك". وأضاف:"قيل أيضاً أن بعض المتطرفين كانوا في انتظار نقلهم بالطائرة الى خارج مقديشو". وفي غضون ذلك، تواصل تبادل القصف المدفعي في محيط مدينة بيداوة حيث تتمركز الحكومة الانتقالية. ودعت"المحاكم"السكان إلى الابتعاد عن أهداف القصف المحتملة. وتحدث شهود عن نزوح آلاف المدنيين الذين أصابهم الرعب وانضموا إلى آلاف المنكوبين جراء الفيضانات التي وقعت أخيراً. وأعلنت الحكومة أنها استعادت السيطرة على مدينة بلداوين عاصمة منطقة حيران وسط الصومال. وقال المسؤول الحكومي يوسف دبو جيد:"طردت قواتنا الإرهابيين". وشوهدت أمس قافلة من الشاحنات العسكرية الإثيوبية تدخل المدينة برفقة حاكم المنطقة يوسف أحمد هاجر الذي كان فر منها في تموز يوليو الماضي، عندما استولى عليها الإسلاميون. وأمرت الحكومة بعد اجتماع في بيداوة بإغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية"لأسباب أمنية". لكنها لا تملك سلطة فعلية لتنفيذ هذا القرار.