سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التقى في غزة وزيري خارجية المانيا والنمسا والمسؤول الأعلى للسياسات الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي . عباس : ندرس كل الخيارات لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني سولانا : "حماس" أهدرت فرصة برفضها عرضاً سخياً من الرئيس
جدد الرئيس محمود عباس تأكيده انه يدرس حاليا كل الخيارات للخروج من عنق الزجاجة في الازمة التي نشأت في مفاوضات تشكيل حكومة وحدة وطنية مع رئيس الحكومة اسماعيل هنية وحركة المقاومة الاسلامية حماس. وقال الرئيس عباس انه يدرس"حاليا كل الخيارات التي تساعد في الوصول الى فك الحصار عن الشعب الفلسطيني"بعدما اعلن الخميس الماضي في مؤتمر صحافي مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس فشل المفاوضات مع حركة"حماس"لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. ووصف الاوضاع التي يعيشها الشعب الفلسطيني حاليا نتيجة الحصار المفروض عليه وعلى الحكومة منذ نحو تسعة شهور بأنها"نكبة"جديدة، مشدداً على"ضرورة تفعيل دور اللجنة الرباعية الدولية"التي تتألف من ممثلين عن الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والاممالمتحدة. وكان الرئيس عباس استقبل امس في مكتبه بمدينة غزة ثلاثة مسؤولين اوروبيين كباراً هم على التوالي: وزيرة الخارجية النمسوية اورسولا بلاسنيك ووزير الخارجية الالماني فرانك - فالتر شتاينماير، والمنسق الاعلى للسياسات الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. وعقد الرئيس عباس مؤتمراً صحافياً مع سولانا وشتاينماير، فيما عقدت بلاسنيك مؤتمرا صحافيا وحدها بينما كان يقف الى جانبها الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة. كما عقد سولانا مؤتمرا صحافيا في مقر قصر الضيافة القريب من مكتب الرئيس عباس مع عضو المجلس الثوري لحركة"فتح"محمد دحلان. وقال الرئيس عباس في المؤتمر الصحافي المشترك مع سولانا ردا على سؤال حول اسباب فشل المفاوضات مع حركة"حماس":"بات من المعروف لماذا توقفت المفاوضات ولا اريد الخوض في التفاصيل ولا تفاصيل الاجراءات التي سنتخذها. المهم هو كيف نخلص شعبنا من النكبة التي يعاني منها جراء استمرار الحصار". واضاف انه"يجب أن يكون لدينا الاحساس بالمسؤولية كيف يمكن أن نخلص شعبنا من هذه المآسي التي يعاني منها، وبالتالي سندرس كل الخيارات ونصل الى ما يمكن أن يساعدنا". واشار الى انه بحث وسولانا خطة خريطة الطريق، والمبادرة العربية ورؤية الرئيس الاميركي جورج بوش، والتصريحات الاخيرة لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، ودور الاتحاد الاوروبي في العمل على احلال السلام في منطقة الشرق الاوسط. من جهته، اتهم سولانا حركة"حماس"بأنها اهدرت الفرصة لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني من خلال رفضها مبادرة الرئيس عباس لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال سولانا للصحافيين:"للأسف حماس اضاعت الفرصة لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني من خلال رفضها العرض الذي كان سخياً جداً". واضاف انه"عرض من شأنه ان يحل مشاكل عدة يعاني منها الفلسطينيون لكن مع الاسف لم يقبل". وشدد على عدم وجود أي اتصالات مع حكومة"حماس"حالياً وان هذا الموقف اتخذه الاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية سابقاً. بدوره، اشار دحلان الى ان الرئيس عباس يدرس كل الخيارات حاليا من خلال اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي هي صاحبة القرار كونها المسؤولة عن السلطة الفلسطينية. واكد دحلان في مؤتمر صحافي مع سولانا"أهمية ان يستخدم الرئيس عباس صلاحياته كرئيس للسلطة وان يتخذ الاجراءات اللازمة والضرورية بغض النظر عن المصالح الحزبية لهذا الحزب أو ذاك". وقال ان الرئيس عباس"استنفد ستة أشهر من الحوارات، كان اصعبها الشهران الاخيران، لما شهداه من حوارات طويلة، اذ ثبت ان الرئيس عباس ذهب مسافة بعيدة لصالح حركة"حماس"على حساب حركة"فتح"، ولم نكن ضد ذلك، من أجل الوصول الى حكومة وحدة وطنية قادرة على فك الحصار عن شعبنا الفلسطيني ولكن"حماس"فهمت هذا السخاء في الحديث من جانب ابو مازن، على أنه ضعف". واعتبر دحلان ان فرصة تشكيل حكومة وحدة وطنية"ضاعت". وقال سولانا ان"المجتمع الدولي، بما فيه الاتحاد الاوروبي لن يتعاون الا اذا كانت حكومة الوحدة الوطنية تتوافر فيها الشروط لتلبية مطالب المجتمع الدولي". ونفى ان يكون الاتحاد الاوروبي يجري اتصالات مع حكومة"حماس"قائلا ان"الاتحاد الاوروبي لا يتبع سياستين، وانما سياسة واضحة جداً"، مشيرا الى ان"الاتحاد سيساعد الحكومة الفلسطينية"اذا كانت متوافقة مع شروط اللجنة الرباعية ومطالبها". واشار الى ان"الاتحاد قدم اكثر من 50 مليون يورو عبر آلية دولية خاصة تتحاشى التعامل مع حكومة"حماس"وتقدم المساعدات للفلسطينيين". شتانماير من جهته، اعرب شتانماير للصحافيين في اعقاب لقائه الرئيس عباس عن أمله في نجاح الجهود في محادثات حكومة الوحدة الوطنية وصولا الى تحسين الاوضاع المعيشية للفلسطينيين. وقال:"آمل أن يتوفر لديكم الاطار الذي ستعملون من خلاله على توفير تهدئة واستقرار دائم في المنطقة". واكد استعداد المانيا"تقديم الدعم المناسب للشعب الفلسطيني، خصوصاً بعد ترؤسها رئاسة الاتحاد الاوروبي الدورية اعتبارا من بداية العام المقبل". وقال:"أعدكم في شكل شخصي ان تستمر جهودي لدعم موقفكم وتنشيط دور اللجنة الرباعية وصولا للسلام والاستقرار في المنطقة". ولفت شتانماير الى ان"الناس في اوروبا، وخصوصاً في المانيا، يراقبون ويتابعون المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ومن هذا المنطلق سعدنا جداً عندما وصلنا نبأ ان محادثاتكم للتوصل الى تهدئة قد نجحت". بلاسنيك وكان الرئيس عباس التقى وزيرة خارجية النمسا اورسولا بلاسنيك صباحاً واطلعها على آخر التطورات في شأن القضية الفلسطينية والضمانات المتوافرة لايصال الدعم للشعب الفلسطيني. وقالت بلاسنيك في مؤتمرها الصحافي ان النمسا والاتحاد الاوروبي"يعملان على دعم الشعب الفلسطيني للتغلب على صعوبات الحياة التي نعيشها". واضافت:"سنعمل مع برنامج الاممالمتحدة الانمائي UNDP من اجل اعادة تأهيل عشر عيادات صحية وتطويرها لتقديم خدماتها في شكل افضل للفلسطينيين". واعتبرت ان"الهدف من لقاءاتي مع الرئيس عباس كان من اجل متابعة الاتصالات الثنائية، والتباحث حول ما يبدو لي الآن فرصة ذهبية للوصول الى رؤية الرئيس وتطميناته، خصوصاً في ما يتعلق بوقف اطلاق النار وهو عامل مساعد يعطي املاً من اجل تحسين الاوضاع المالية، ووقف جميع اشكال العنف، وهذا شيء مهم، وتحدثنا عن الجهود لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، التي يدعم الاتحاد الاوروبي قيامها ويأمل في تشكيلها". يشار الى ان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عقدت اجتماعا لها اول من امس في رام الله دعت في ختامه هنية الى تقديم استقالته وتشكيل حكومة كفاءات، محملة"حماس"المسؤولية عن فشل المشاورات. من جهتها، اعلنت"الجبهة الشعبية"في بيان اصدرته امس انها ترفض ان تصبح اللجنة التنفيذية عنصرا في الصراع الثنائي المحتدم بين حركة"حماس"والحكومة من جهة، وحركة"فتح"والرئاسة من جهة أخرى. وناشد ناطق باسم الجبهة اللجنة التنفيذية ومؤسساتها أن تضطلع بدورها الوطني الجامع والتوحيدي والحارس على جسر التناقضات الداخلية في ظل الاستقطاب الثنائي المتصاعد ومخاطر الشلل الوطني والتناحر.