أعرب الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا امس عن قلقه لتوقف محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، معلناً عقب محادثات مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ان الاتحاد متمسك"اكثر من اي وقت مضى"بالعملية السلمية. وبدأ سولانا اول من امس جولة في المنطقة تستغرق ستة ايام وتشمل لبنان والاردن ومصر، وذلك في اطار حملة الاتحاد الاوروبي الهادفة الى تحريك محادثات السلام المجمدة في الشرق الاوسط. وكان مقررا ان يلتقي مساء امس الرئيس محمود عباس في رام الله لمناقشة جهود تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال سولانا في مؤتمر صحافي مشترك مع ليفني:"لدينا شعور بأن محادثات السلام متوقفة حالياً... ونأمل في حلحلة العملية، ليس فقط لاعطاء الامل للناس، بل ايضا لايجاد وقائع على الارض". واضاف:"نحن الاوروبيين ملتزمون اكثر من اي وقت"مساعي السلام المتوقفة". وتابع ان"خريطة الطريق"ما زالت مطروحة على الطاولة، لكن لم يبذل جهد حقيقي لتطبيقها، داعياً اسرائيل والسلطة الى الوفاء بالتزاماتهما الواردة في المرحلة الأولى من الخريطة. واعتبر ان الحل يبقى في نهاية المطاف"دولتين للشعبين"يعيشان بأمن وسلام وفقاً لخريطة الطريق". وزاد انه قلق بعد ان سمع وزيراً اسرائيلياً يقول انه يحظر المس بالبؤر الاستيطانية العشوائية ومستوطنات الضفة الغربية. وبعد لقائه النائب الأول لرئيس الحكومة شمعون بيريز، قال سولانا ان الوضع في قطاع غزة سيئ ومحبط،"ما سيعاظم العمليات الارهابية ضد اسرائيل". من جهتها، قالت ليفني انه ينبغي تغيير الوضع الميداني في اراضي السلطة وتعزيز الرئيس محمود عباس ونقل رسالة للشعب الفلسطيني تقول انه بالامكان تغيير الوضع"لكن لن يحصل شيء من هذا القبيل طالما تسيطر حركة حماس على حياة الفلسطينيين". وأعربت عن ارتياحها للنتائج التي جاءت بها"شروط الرباعية الدولية الصارمة"المتعلقة بالتفاوض مع"حماس"، وقالت ان الشروط تفعل مفعولها و"نحن نلمس تغييراً في الوضع وفي اوساط الفلسطينيين، اذ لم يعد بمقدور المتطرفين بينهم ان يفعلوا ما يشاؤون". ورداً على سؤال، قالت انها تدرس بايجاب الدعوة التي وجهت اليها لحضور مؤتمر دولي في الدوحة عن الديموقراطيات الأحد المقبل. وشكرت للاتحاد الاوروبي مساهماته، خصوصاً على صعيد مراقبة معبر رفح، الا انها اوضحت ان اسرائيل قد تسعى الى اجراء تغييرات في طريقة ادارة المعبر عندما يحين موعد تجديد مهمة البعثة الاوروبية الشهر المقبل. واضافت:"سنتفاوض مع الاوروبيين في شأن الشروط المستقبلية". الموضوع الإيراني وبثت الاذاعة العبرية ان محادثات سولانا مع كبار المسؤولين الاسرائيليين تناولت اساساً الملف الايراني والجمود الحاصل في العملية السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين. وقالت ليفني:"ليس بوسع العالم ان يسمح لنفسه بوصول ايران الى قدرات نووية، وينبغي اتخاذ كل الخطوات اللازمة لمنع حصول طهران أيضا على تكنولوجية نووية". وأضافت انه ينبغي عدم الانتظار، بل يجب فرض عقوبات على طهران لتدرك ان العالم لن يسمح لها بمواصلة تطوير مشروعها النووي. وزادت انه ينبغي على العالم التحرك الفوري لوقف عملية تخصيب اليورانيوم. واتهمت ايران بمحاولة كسب الوقت من خلال المفاوضات مع العالم، مضيفة ان القرار الدولي الرقم 1696 أوضح ان المفاوضات مع ايران لن تأتي على حساب تعليق تخصيب اليورانيوم"بل العكس، على ايران ان تعلق مشروعها ونشاطاتها قبل ان تصل الى وضع تحصل فيه على تكنولوجيا نووية"، داعية الى"فرض عقوبات من دون علاقة بنتائج المفاوضات". وتابعت ان"أعضاء مجلس الأمن يدركون جيداً ان بلوغ ايران قدرات نووية يشكل خطرا كبيرا على العالم قاطبة". من جهته، ابدى سولانا تفهمه القلق الاسرائيلي، اذ"لا يجوز الاستخفاف بهذا القلق من المشروع الايراني". واضاف ان الاتحاد الاوروبي والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن يعملون جاهدين في محاولة للتفاوض مع طهران و"لم نستكمل بعد هذه الجهود".