أعلن رياض محمد خان، وكيل وزارة الخارجية الباكستانية أمس، أن إسلام آباد تعتزم تشييد سياج وزرع ألغام في أجزاء من حدودها مع أفغانستان، سعياً إلى وقف عبور متشددين إلى أفغانستان لقتال قوات حلف شمال الأطلسي ناتو. وقال خان إن قراراً اتخذ ببناء حاجز وزرع ألغام في أجزاء من الحدود. وأضاف:"سينفذ ذلك على نحو انتقائي"، داعياً القوات المسلحة إلى وضع ترتيبات للقرار"الذي يشكل جزءاً من سياستنا التي تهدف إلى منع أي نشاطات للمتشددين من باكستان إلى داخل أفغانستان". وتدهورت العلاقات بين باكستانوأفغانستان السنة، بسبب شكوى أفغانستان من أن مقاتلي"طالبان"يعملون انطلاقاً من مخابئ آمنة لهم في الجانب الباكستاني من الحدود غير المرسمة رسمياً، فيما اعتبرت هذه السنة الأكثر دموية في أفغانستان، منذ أن أطاحت قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة نظام"طالبان"نهاية عام 2001. وفيما أكد خان عدم حاجة إسلام آباد لأخذ موافقة كابول على تنفيذ أي إجراء على الجانب الباكستاني من الحدود، عارض خالق أحمد، الناطق باسم الرئيس الأفغاني الخطوة التي اعتبرها"غير نافعة"، مؤكداً أنها تهدف إلى الالتفاف على المشكلة المرتبطة بمواجهة الإرهابيين. وقال:"ليست المشكلة على الحدود"، لكنه امتنع عن إعلان إذا كانت كابول ستتخذ خطوات لمنع تطبيق المشروع الباكستاني. ورفضت أفغانستان دائماً إقامة سياج على الحدود مع باكستان، خشية تقسيم المجتمعات العرقية للبشتون والتي كانت عارضت تقسيم الاستعمار البريطاني السابق لها. وتعرف الحدود الأفغانية - الباكستانية باسم خط دوراند، وهو اسم الحاكم خلال الاستعمار البريطاني الذي رسم الحدود الشمالية الغربية للإمبراطورية البريطانية في الهند عبر أراضي قبائل البشتون عام 1893. ميدانياً، انفجرت سيارة مفخخة خارج مطار مدينة بيشاور شمال غربي باكستان، ما أسفر عن سقوط قتيل وجريحين. وأبلغ قائد الشرطة مالك سعد محطة"جيو"التلفزيونية الخاصة أن الشحنة الناسفة زرعت داخل سيارة ركنت أمام المطار، ووصف الحادث بأنه"عمل إرهابي"وربطه بسلسلة انفجارات شنها إسلاميون متطرفون معارضون لسياسة الرئيس برويز مشرف الموالي للولايات المتحدة أو أفراد من الطائفتين السنية والشيعية في الأشهر الأخيرة. وأوضح مدير أمن المطار أن منفذ الهجوم اضطر إلى إيقاف سيارته خارج المطار، بسبب إجراءات الأمن المشددة داخل المطار. واستهدف انفجار ثانٍ مدرسة للبنات في بلدة دارا آدم خيل التي تبعد مسافة 35 كيلومتراً من بيشاور، من دون أن ترد أنباء عن وقوع إصابات، وثالث إحدى أسواق ديرا إسماعيل خان حيث تضرر عدد من المتاجر. وكان انتحاري هاجم شاحنة تابعة لدورية للشرطة في بيشاور الشهر الماضي، ما أدى إلى مقتله وجرح اثنين من رجال الشرطة. وينفذ الجيش عمليات في إقليم الحدود الشمالية الغربية ضد فلول حركة"طالبان"الأفغانية، في سبيل دعم مهمات القوات الأجنبية في أفغانستان المجاورة، ما يثير استياء الإسلاميين وشيوخ العشائر المتعاطفين مع الحركة.