إسلام آباد، كابول - أ ف ب، رويترز - أعلن مسؤولون عسكريون أفغان وباكستانيون أمس، ان الجيشين تبادلا قصفاً مدفعياً على الحدود بين البلدين، ما اسفر عن مقتل جندي باكستاني على الاقل، في الحادث الأخطر بين قوات البلدين منذ مقتل ثلاثة مدنيين وشرطي أفغان في أيار (مايو) 2007. واتهم ضابط في الجيش الافغاني الباكستانيين بفتح النار بالسلاح الثقيل والخفيف «من دون سبب» على مراكز للشرطة في مقاطعة غربوز بولاية خوست (جنوب شرق)، «ما حتم رد جنودنا»، فيما صرح مسؤول كبير في الجيش الباكستاني طلب عدم كشف هويته، بأن «القوات الأفغانية أطلقت قذائف هاون على احد مواقعنا العسكرية في منطقة غلام خان باقليم شمال وزيرستان، فقتل جندي وجرح ثلاثة آخرون فرددنا بقصف مدفعي مماثل». وتعتبر المنطقة الجبلية النائية في باكستان المحاذية للحدود مع افغانستان معقلاً لمتمردي حركة «طالبان» التي يتبادل البلدان الاتهامات بإيواء مقاتليها الذين فروا من كابول بعد سقوط نظام الحركة نهاية عام 2001. ولا تعترف افغانستان ولا إتنية البشتون التي تعيش على جانبي الحدود، بخط دوراند الذي يشكل الحدود بين البلدين، والذي رسمته السلطة الاستعمارية البريطانية عام 1893. وتعتبر كابول ان الخط يتعدى على حدودها. على صعيد آخر، قتل تسعة اشخاص على الاقل بينهم ثلاثة اطفال، في انفجار سيارة مفخخة قرب مركز للشرطة في سوق مكتظ بمدينة بيشاور القبلية شمال غربي باكستان. واعتبر هذا الاعتداء الخامس خلال ستة ايام في بيشاور، عاصمة اقليم خيبر بختنكوا، على تخوم منطقة القبائل معقل «طالبان» في شمال غربي البلاد، علماً ان حوالى اربعة آلاف شخص قتلوا خلال ثلاث سنوات ونصف السنة في انحاء باكستان في نحو450 اعتداء معظمها انتحارية نفذها متمردو «طالبان» منذ منتصف عام 2007. في المقابل، قتلت القوات الباكستانية 28 مسلحاً على الأقل وجرحت 10 آخرين في اشتباكات اندلعت بمنطقتي أوراكزاي ومهمند القبليتين (شمال غرب) البلاد، فيما سقط 3 جنود في صفوفها. وأفادت قناة «آج» أن طائرات تابعة للقوات الباكستانية دكت مخابئ للمسلحين في منطقة علي شيرزاي ومناطق أخرى من أوراكزاي العليا، ما أدى إلى تدمير أكثر من 10 مخابئ. وتنفذ القوات الباكستانية سلسلة عمليات عسكرية ضد المسلحين في بعض مناطق القبائل، وأسفرت حتى الآن عن اعتقال عدد كبير منهم ومقتل آخرين. وفي واشنطن، أكد الجنرال الأميركي ديفيد رودريغيز، مساعد قائد قوات الحلف الاطلسي (ناتو) في افغانستان ان قوات الحلف تستطيع الانتصار في النزاع في افغانستان، حتى لو كانت باكستان غير قادرة على القضاء على معاقل المقاتلين الاسلاميين عند الحدود بين البلدين. وقال في مؤتمر صحافي عقده في وزارة الدفاع (البنتاغون): «لن يمنعنا ذلك من انجاز مهمتنا»، علماً ان المسؤولين الاميركيين يحضون ومنذ وقت طويل إسلام آباد على مهاجمة المتمردين التابعين ل «شبكة حقاني»، العدو الأكبر لقوات «الاطلسي» في افغانستان، اضافة الى المقاتلين الاسلاميين الذين يخططون لهجماتهم في افغانستان انطلاقاً من اقليم شمال وزيرستان الذي يعتبر أحد معاقلهم. وأكد رودريغيز انه في حال لم تنجح باكستان في الانتصار على هؤلاء المقاتلين، فإن جهود الحلف لن تتأثر بهذا الامر، لأن إسلام آباد شنت سابقاً هجمات في مناطق أخرى على طول حدودها مع افغانستان، لكنه استدرك بأن «الباكستانيين يجب ان يبذلوا جهوداً اكبر. وسندفعهم الى القيام بذلك لأن ذلك سيسهل امورنا»، متوقعاً تصاعد اعمال العنف في الربيع المقبل. ومن المقرر ان تباشر واشنطن سحب قواتها من افغانستان بدءاً من الصيف المقبل. لكن رودريغيز رفض تحديد عدد الجنود الذين سيغادرون افغانستان في هذه الفترة.