رد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد على العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على بلاده، بدعوة دول الغرب"العدوة"الى التعايش مع ايران"دولة نووية"، فيما أعلنت طهران بدء تشغيل ثلاثة آلاف جهاز للطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، في تحد للقرار الدولي، كما صوّت البرلمان الإيراني على قرار يلزم الحكومة بإعادة النظر في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. راجع ص 7 وبدت واشنطن وتل أبيب غير مقتنعتين بأن القرار الذي فرض حظراً على واردات المعدات النووية الى طهران، كاف لثنيها عن مواصلة برنامجها النووي، فيما رحبت العواصم الأوروبية بالعقوبات، محذرة ايران من"العزلة"اذا اختارت تحدي القرار الدولي، كما قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي. في المقابل، أسفت موسكو للعقوبات واعتبرت بكين أنها لا تشكل بديلاً من التفاوض. وانتقدت طهران ضمناً المواقف الروسية والصينية والقطرية في مجلس الأمن، معتبرة ان المسار الذي اتبعته هذه الدول في السماح بتمرير العقوبات"كان خطأ". ولمحت طهران الى إمكان اعادة النظر في بعض علاقاتها مع مجموعة الدول الست الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا"المعنية بالملف النووي. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني ان علاقات بلاده"تقوم على أساس مصالحها، وسنعتمد هذا المبدأ في تنظيم علاقاتنا مع تلك الدول،"مشدداً على ان التعاون الإيراني - الروسي في بناء مفاعل بوشهر النووي سيستمر لأنه" استثناء". وشن الرئيس الإيراني هجوماً لاذعاً على الدول التي رعت قرار العقوبات، منتقداً ضمناً موقفي روسيا والصين. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عنه دعوته مواطنيه الى"الوعي واليقظة لأن أعداء الشعب يريدون اختراق صفوفه من خلال قصاصات من الورق"، في إشارة الى القرار 1737 الذي تبناه مجلس الأمن أول من أمس. وخاطب نجاد دول الغرب قائلاً:"إنكم تعانون العزلة في العالم ولا مكانة لديكم حتى بين شعوبكم". واعتبر ان تمرير العقوبات"دليل دامغ على ان أحداً لن يساعدنا بل يحاولون عرقلة تطورنا وتقدمنا". وأضاف:"واضح ان النظام السلطوي في العالم لا يريد للشعوب المستقلة ان تتقدم، بل ومن اجل الوصول الى هدفه، يخفي نفسه وراء ستار حقوق الإنسان والديموقراطية والحرية ومعارضة إنتاج أسلحة نووية، لكنه يجهل ان وجهه البشع انكشف من وراء هذا الستار الخادع".