اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية بعد فوز المرشح المحافظ أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية، أن إيران تخلفت عن تيار الحرية الذي تشهده في المنطقة. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جوان مور"إن هذه الانتخابات تشوبها العيوب منذ بدايتها مع قرار قلة من الأشخاص غير المنتخبين رفض طلبات أكثر من ألف مرشح بينهم 93 امرأة". وقالت:"سنحكم على النظام من خلال أفعاله. لكن على ضوء الطريقة التي أجريت فيها هذه الانتخابات، فنحن نشكك في أن يكون النظام الإيراني مهتماً بالتطلعات المشروعة لشعبه أو بما يثير قلق الأسرة الدولية". وأكدت"أن الولاياتالمتحدة تؤمن بحق الشعب الإيراني في اتخاذ قراراته بنفسه وتحديد مستقبله، ونحن نقف إلى جانب الشعب الإيراني عندما يسعى لنيل حريته". ورحب معارضون إيرانيون يعيشون في المنفى في الولاياتالمتحدة بفوز المحافظ المتشدد محمود أحمدي نجاد الجمعة في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في إيران لأنه سيسرع في رأيهم سقوط الجمهورية الإسلامية التي يحاربونها. بدورها، وجهت بريطانيا انتقادات إلى الانتخابات الإيرانية، وتحدث سترو عن عمليات تدخل وانتهاكات انتخابية على نطاق واسع من جانب قوات الأمن وبعض أجهزة النظام الأخرى في الجولة الأولى من الانتخابات. كما انتقد مجلس صيانة الدستور بسبب الحد من عدد المرشحين الذين سمح لهم بخوض الانتخابات. وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي"نتمنى أن تتمكن السلطات الإيرانية المنتخبة حديثاً من مواصلة العمل الذي بدأناه، نحن الديبلوماسية الأوروبية، بهدف تعليق الأنشطة النووية"الإيرانية. وقال دوست بلازي إن"من المهم أن ندرك أن جانباً مهماً من المفاوضات مرتبط بالمواد النووية الخطيرة". وشدد على أهمية"النظر إلى نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية في إطار اتفاق باريس والعملية السياسية لأن الأسرة الدولية تساعد الأوروبيين"على إقناع إيران بالتخلي عن السلاح النووي. وفي برلين، قال وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر إن حكومة بلاده ترى أن المحادثات في شأن البرنامج النووي الإيراني ستتواصل في ظل ولاية الرئيس الإيراني الجديد المحافظ محمود أحمدي نجاد. وأعلن ناطق باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أن الاتحاد الأوروبي"مستعد للعمل مع أي حكومة"إيرانية منفتحة على العمل لتحقيق تقدم في مجال حقوق الانسان والملف النووي. وفي موسكو، عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أحمدي نجاد أن استمرار تعاون روسيا في مجال التكنولوجيا النووية. وجاء في خطاب تهنئة من بوتين إلى أحمدي أن روسيا مستعدة لاستمرار التعاون مع القطاع النووي في إيران بعد استكمال بناء محطة الطاقة النووية في إقليم بوشهر. بدورها، اعتبرت وزارة الخارجية النروجية أن فوز أحمدي نجاد يعني أن الفقر أملى على الناخبين خيارهم وليس الإصلاحات الديموقراطية، بينما دعت اليابان الرئيس الجديد إلى استكمال الإصلاحات الداخلية والاستجابة لمخاوف المجتمع الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني. ورحبت باكستان بانتخاب أحمدي نجاد، معربة عن الأمل في أن تتعزز العلاقات بين البلدين الجارين. وقال ناطق باسم الخارجية الباكستانية"نأمل بأن يتواصل تعزيز العلاقات بين باكستانوإيران لما فيه مصلحة البلدين". عربياً، توقع الوزير والنائب الكويتي السابق أحمد الربعي أن"يكون هناك تراجع في العلاقات الإيرانية الإقليمية مع دول الخليج العربية خاصة"، مؤكداً أن"المنطقة لا تحتمل أي حكم أيديولوجي من أي نوع". وأشار إلى أن"فوز الرئيس الجديد سيؤدي إلى نوع من العزلة الإيرانية الإقليمية". وعبر الكاتب والمحلل السياسي السعودي جاسر عبدالعزيز الجاسر بوضوح أكثر عن المخاوف الخليجية حين أشار إلى أن فوز نجاد أشبه بعودة إيران إلى الأيام الأولى للثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخميني. وقال إنه يتوقع"أن تشهد المنطقة الخليجية حالة من التوتر في المرحلة المقبلة مشابهة لحالة التوتر التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأولى للثورة الإسلامية".