اكد الرئيس محمود عباس امس انه ماض قدما في سعيه لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما: "ابقينا الباب مفتوحا امام حكومة وحدة وطنية لفترة محدودة... والحوار يجب ان يكون محدد التاريخ والمواضيع". وفي اشارة ذات دلالة بالغة الى نيته المضي في مسعاه لاجراء انتخابات مبكرة، قال عباس انه طلب من داليما ارسال مراقبين اوروبيين لمراقبة الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة في حال اجرائها. والمح الى قرب لقائه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، قائلا:"لا نذيع سرا اذا قلنا ان هناك محادثات مستمرة لعقد هذا اللقاء مع أولمرت، ولا نذيع سرا اذا قلنا اننا نرجو ان يتم هذا اللقاء قبل نهاية العام". وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الذي يتولى التحضير للقاء عباس - اولمرت ل"الحياة"ان هناك تقدما في المحادثات الرامية الى عقد القمة بين الزعيمين. وذكرت مصادر اسرائيلية امس ان اولمرت يعتزم تحويل جزء من اموال الضرائب والجمارك المحتجزة للسلطة الفلسطينية عقب لقائه عباس، وتحدثت عن تحويل 200 مليون دولار من نحو 600 مليون دولار تحتجزها اسرائيل منذ تشكيل حكومة"حماس"في آذار مارس الماضي. ودأبت اسرائيل على رفض تحويل الاموال المحتجزة للرئيس عباس ضمن سياسة حصار مالي قاسية اتبعتها ضد حكومة"حماس". لكن الضغوط التي وجهتها دول غربية عديدة، في مقدمها الولاياتالمتحدة وبريطانيا اخيرا على اولمرت لعقد لقاء مع عباس، جعلته يستجيب لواحد من طلبات عديدة اشترط الاخير قبولها لعقد لقاء يصفه ب"المثمر". وقال مصدر اسرائيلي ان دفع اموال لعباس هو الطلب الاسهل لدى اولمرت من بين طلبات عديدة، في مقدمها اطلاق اسرى وازالة حواجز عسكرية وسحب الجيش من مدن وغيرها، مشيرا الى ان اولمرت لن يتمكن من اطلاق اسرى فلسطينيين قبل اطلاق الجندي الاسير في غزة غلعاد شاليت. من جانبه، اكد وزير الخارجية الايطالي ان بلاده تسعى الى تحويل مبادرة السلام الثلاثية الايطالية - الفرنسية - الاسبانية الى مبادرة اوروبية. وفي رد على سؤال ل"الحياة"في شأن فرص تحول هذه المبادرة الى مبادرة اوروبية، قال داليما:"اعتقد انه عندما تقام حكومة فلسطينية موحدة جديدة، فان اوروبا ستكون جاهزة لوضع مبادرتها على الطاولة". واضاف:"النقاش في الاتحاد الاوروبي يأخذ اليوم هذا الاتجاه، ولدينا كل النية لتقديم مبادرة لتعجيل عملية السلام". واعتبر ان حل الازمة الفلسطينية سيشكل ضغطا على اسرائيل التي قال انها باتت في حاجة الى شريك فلسطيني، مشيرا الى فشل سياستها القائمة على الحل الاحادي الجانب. واعاد داليما توضيح بعض عناصر مبادرة السلام الايطالية - الفرنسية - الاسبانية قائلا انها تقوم على حرية الحركة والمرور للفلسطينيين والافراج عن الاموال الفلسطينية المحتجزة وتأمين الافراج عن شاليت ثم الافراج عن الاسرى الفلسطينيين وتوفير قوات دولية في غزة، معرباً عن امله وامل الاوروبيين في ان يشهد العام 2007 ولادة الدولة الفلسطينية المستقلة. وطالب بأن يشمل وقف اطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الضفة الى جانب قطاع غزة.