في وقت تراجعت حكومة ولاية شمال دارفور عن استقالتها بعد حصول حاكمها محمد عثمان يوسف كبر من الخرطوم على"حزمة صلاحيات"لكبح الميليشيات وعناصر استخبارات حرس الحدود الذين تسببوا في أحداث القتل في الفاشر كبرى مدن الإقليم أخيراً، طالبت"حركة تحرير السودان"التي يتزعهما كبير مساعدي الرئيس رئيس السلطة الانتقالية في دارفور مني اركو ميناوي، بإقالة كبر وحكومته وتسريع تنفيذ اتفاق السلام. وأكد حاكم ولاية شمال دارفور، بعد لقائه وفدا رفيع المستوى من الخرطوم ضم مساعد الرئيس نافع علي نافع ووزيري الدفاع الفريق عبدالرحيم محمد حسين والداخلية الزبير بشير طه، أن حكومته ستستأنف عملها. وأعلن إجراءات لحفظ الأمن، أهمها"ضبط قوات استخبارات حرس الحدود التابعة للجيش وإعادة ترتيبها، وحظر دخول المسلحين إلى الأحياء السكنية والمرافق العامة، وتكليف الشرطة تأمين الفاشر". وحمل أفراداً من حرس الحدود وبعض منسوبي الحركات الموقعة على اتفاق السلام مسؤولية الانفلات. وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في الفاشر بعد رفع حال الطوارئ وإلغاء حظر التجول ووصول تعزيزات من الشرطة إليها. ونفى مساعد الرئيس نافع علي نافع تقديم حكومة شمال دارفور استقالتها، معتبراً أنها"رأت في اجتماعاتها إبان الأزمة ان الأجهزة الاتحادية لها دور كبير في الخلل الأمني، وأرادت ان تسمع من الأجهزة الاتحادية ما يطمئنها بأنها ستعان على حفظ الأمن". وأضاف:"اتفقنا معهم في الرؤية، ولذلك لا نجد هناك خلافا يقود إلى ما يحلم به بعض الحالمين". وتوقع مصدر حكومي رفيع في الخرطوم"اختراقاً كبيراً لحال الاحتقان المسيطرة على الاوضاع في دارفور خلال اليومين المقبلين". وكشف أن الحكومة تلقت إخطاراً من الوسيط الافريقى سالم أحمد سالم برغبته في زيارة السودان لعرض مقترحات تساعد في بدء جولة محادثات بين الحكومة ومتمردي"جبهة الخلاص الوطني". وفي سياق موازٍ، قال الأمين العام ل"حركة تحرير السودان"مصطفى تيراب إن حركته"تدعو إلى إقالة حكومة شمال دارفور لعجزها عن حفظ الأمن في الفاشر، وتطالب بأن تكون لديها الكلمة الفصل في الإقليم باعتباره مسؤولية مباشرة لمناوي، بوصفه رئيساً للسلطة الانتقالية في الولايات الثلاث". وأشار إلى أن الحركة ستعرض تصوراً لمعالجة الأوضاع على الرئيس عمر البشير. وعلُم أن الحركة استفسرت في رسالة ستسلمها إلى الرئاسة عن"مدى جدية الحكومة في تنفيذ اتفاق أبوجا". وتطالب ب"البدء الفوري من دون تلكؤ"في تنفيذه. وأشارت إلى أن"هذه هي الفرصة الأخيرة، لأن الحركة تريد أن تدرس خياراتها الاخرى ولا تستبعد العودة الى الحرب مجدداً". وأشارت مصادر في الحركة إلى تباين في المواقف بين قادتها، على خلفية الأحداث الأخيرة، إذ ينادي تيار بالعودة الى الحرب بينما يفضل آخر البقاء في السلطة وإعطاء الحكومة فرصة لاستكمال عملية السلام. إلى ذلك، قال المبعوث الرئاسي الاميركي إلى السودان أندرو ناتسيوس الذي يزور الخرطوم حالياً إن الرئيس جورج بوش يتابع ما يجري في دارفور عن كثب، على رغم انشغاله بالتطورات في العراق. وأعلن أن الإدارة الاميركية"بصدد تنشيط خطة ثانية لدارفور"، على رغم معارضة الحكومة السودانية، مشيراً إلى أن"ما يهمنا هو الحل السياسي، لأننا نعتقد بأن ما صدر في أديس ابابا وأبوجا ضعيف جداً".