يعتزم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اطلاق مبادرة جديدة، خلال افتتاحه "مؤتمر المصالحة للقوى السياسية"، تتضمن تخفيف الضغط عن البعثيين وضباط الجيش السابق. وفيما أكدت هيئة المصالحة عدم مشاركة ممثلين عن الجماعات المسلحة في اعمال المؤتمر، أشار سياسيون الى حضور أعضاء"سابقين"في حزب"البعث"، تحفظ كل الأطراف عن كشف اسمائهم. وفيما كان المالكي يستعد لإطلاق مبادرته اليوم، اختتم في اسطنبول"المؤتمر الأول لمقاومة العدوان"حضره دعاة وشخصيات سنّية عربية وغير عربية، ودعا إلى التصدي ل"المخطط الأميركي - الإيراني لطرد السنّة من بغداد". وقال فاضل الشرع، مستشار رئيس الحكومة للشؤون السياسية، إن المالكي سيطرح اليوم مبادرة جديدة"من شأنها التخفيف من دوامة العنف المتصاعد". وأضاف أنها"ستفتح باب تلقي الشكاوى ضد أعضاء حزب البعث المنحل لفترة محدودة، على ان ينظر القضاء في هذه الشكاوى، ومن لم تسجل ضده قضية، له كل الحق في العيش بسلام وممارسة حياته الطبيعية"، والدعوة الى"وضع ضوابط تتفق عليها القوى والشخصيات المشاركة في المؤتمر لحل الميليشيات وفتح الباب أمام ضباط الجيش السابق للانخراط في القوات المسلحة"، واحالة المشمولين بقانون اجتثاث البعث على التقاعد ل"ضمان حياة كريمة لعائلاتهم"، بالإضافة الى"تعويض أسر القتلى من ضحايا النظام السابق وذوي ضحايا القوات الأميركية والسجناء السياسيين الذين اعتقلوا خلال العهدين". من جهته أكد عضو الهيئة العليا للمصالحة واللجنة المنظمة للمؤتمر فالح الفياض ل"الحياة"حضور"شخصيات بعثية دعوا بصفتهم الشخصية"، كما دعيت أحزاب مناهضة للعملية السياسية وضباط سابقون في الجيش. وأشار الى ان هذا المؤتمر"هو الأول للقوى السياسية العراقية، ولن يكون فيه أي تمثيل للجماعات المسلحة، عدا بعض الواجهات السياسية التي تدعي الاتصال بهذه الجماعات". وتحفظت اللجان المنظمة للمؤتمر عن ذكر أسماء الشخصيات البعثية المشاركة، فيما قالت مصادر مطلعة ل"الحياة"إن الذين سيحضرون المؤتمر لا يمثلون قياديي الصف الأول في الحزب. وأكد مسؤولون في"قيادة قطرالعراق"في الخارج أن"البعثيين المشاركين لا يمثلون الحزب وبعضهم سبق وخاض مفاوضات في عمان مع مسؤولين عراقيين وأميركيين من دون تفويض من القيادة". وأفاد الناطق باسم المؤتمر نصير العاني ان 20 من الشخصيات المدعوة من الخارج وصلوا الى بغداد عصر أمس قادمين من عمان والقاهرة والخليج، مشيراً الى"تردد عدد من المدعوين في الحضور بسبب الأوضاع الامنية". وأبدى"الحزب الاسلامي العراقي"أسفه لرفض بعض القوى السياسية والدينية، حضور المؤتمر مثل"هيئة علماء المسلمين"، على رغم توجيه الدعوة اليها. وقال النائب عمار وجيه، عضو جبهة"التوافق"والمكتب السياسي ل"الاسلامي"ل"الحياة"إن"الجميع يشعر بالأسف لعدم مشاركة بعض القوى السياسية المقاطعة للعملية السياسية كهيئة العلماء". من جهة أخرى، وصل إلى دمشق أمس وزير الداخلية العراقي جواد البولاني على رأس وفد من المسؤولين في الوزارة للبحث في ترتيبات أمنية بين العراق وسورية. وفي الرياض، أوضح المدير العام لحرس الحدود السعودي الفريق طلال العنقاوي أن هناك تعاوناً بين السلطات السعودية والعراقية لحراسة الحدود وضبطها، لافتاً إلى أن الأوضاع الأمنية في العراق تتطلب المزيد من التعاون. وقال العنقاوي في تصريح إلى"الحياة"إن الدوريات السعودية مجهزة بوسائل اتصال ومراقبة على مدار الساعة، وهناك نقاط مراقبة متحركة وأخرى ثابتة ومراكز حدودية تستخدم الكاميرات الحرارية.