تعتزم 21 حركة ليبرالية وعلمانية عراقية معارضة، من الداخل والخارج، عقد مؤتمر موسع في بغداد منتصف نيسان (ابريل) المقبل، بمشاركة 750 شخصية سياسية وعشائرية، مستبعدة حزب البعث، جناح عزة الدوري. ويهدف المؤتمر إلى صوغ رؤية مشتركة وتحديد مطالب للانخراط في المصالحة الوطنية. واعتبر حزب البعث ان «العملية السياسية متأخرة وتراوح في موقعها منذ الاحتلال حتى الآن، وليست المصالحة». وافادت مصادر مقربة من الحكومة ان المؤتمر: «يأتي على خلفية لقاءات رسمية مع عدد من قيادات التيار العربي في العراق، واتحاد الديموقراطيين العراقيين، وغالبية قيادات هذه التنظيمات، من البعثيين المعارضين للبعث الصدامي الذي حكم العراق بين 1968 و2003 ، بالاضافة الى شيوعيين سابقين». وزادت أن هدف المؤتمرين «الذين سيصل عددهم الى 750 شخصية سياسية وعشائرية التوصل الى ورقة عمل تقدم الى الحكومة وفيها مطالب موحدة تهيئ لانخراطهم في المصالحة الوطنية ومن ثم في العملية السياسية». وعن الشخصيات التي تعمل على تنظيم هذا المؤتمر قالت المصادر إن «العاملين الآن على تهيئة الاجواء شخصيات لها تاريخها المعروف، مثل معاذ عبدالرحيم، وزيدان فارس، وعبدالله اللامي، وعلي الجاسم، من التيار العربي في العراق. وعبدالامير الركابي، زعيم اتحاد الديموقراطيين العراقيين، وآخرين». ولم تستبعد «حضور بعثيين من اجنحة الحزب، عدا جناح الدوري. ولكن بصفتهم الشخصية». ولفتت إلى أنه « كان من المؤمل عقد المؤتمر في 19نيسان (ابريل) المقبل الا ان معوقات ادرايه وتنظيمية قد تؤجله اسبوعا آخر». وتحفظت المصادر عن تأكيد أو نفي حضور المؤتمر معارضين مثل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر او «هيئة علماء المسلمين». الى ذلك اعتبر حزب البعث أن «العملية السياسية هي المتأخرة وتراوح في موقعها وليست المصالحة». وقال أبو وس والقيادي في جناح الدوري وسام الجشعمي ل «الحياة» إن «هذه المؤتمرات انتقاص للقوى المناهضة للاحتلال والعملية السياسية وتحط من قيمة المقاومة الوطنية كون الحكومة تسعى وراء جهات وشخصيات هزيلة ليس لها اي ثقل في الشارع العراقي». وزاد: ان العملية السياسية في حاجة الى تصحيح وتطوير، وليست المصالحة التي نراها تتقدم، فيما العملية السياسية لا تزال تراوح في المربع الاول. والدليل ان الشعب العراقي تصالح مع بعضه وتجاوز ظروفه». وزاد: «للأسف تحولت قضية المصالحة الى مصدر ارتزاق وخلقت ظاهرة في الوسط الشعبي داخل العراق وخارجه اسمها النصب السياسي. وأهدرت باسم المصالحة اموال طائلة من ثروات الشعب العراقي بلا طائل، ابطالها سياسيون وصائدون في الماء العكر».