سرعان ما تبددت الآمال في تعديل مسار السياسة الاميركية بالعراق بعد صدور تقرير بيكر - هاميلتون أخيراً. وانتظر كثر أوان لحظة"الحقيقة"، وإقرار ادارة الرئيس جورج بوش بأخطائها الجسيمة في حربها على العراق. ولكن تصريحات الاوساط المقربة من بوش تشير الى ان الادارة لن تحمل التقرير على محمل جد، ولن تتراجع عن نهجها الحالي، على رغم ما أفضى اليه هذا النهج من كوارث. ولا تقتصر هذه الكوارث على العراق. فهي بلغت دول الجوار العراقي. وكان من المتوقع أن يكون تقرير هاميلتون - بيكر منعطف السياسة الاميركية بالعراق. وكان من المنتظر ان ينتقد اداء الادارة الاميركية وحلفائها منذ بداية الحرب الى يومنا هذا. ولا ريب في أن جيمس بيكر، وزير الخارجية الاميركي سابقاً، توقع إهمال الادارة الاميركية توصياته. فهو دعا الفريق الحاكم الى ألا يحمل التقرير على طبق"سلطة فاكهة"يختار منه ما يناسب ذوقه ويهمل عناصره الاخرى. وجليّ أن ادارة بوش عازمة على انتقاء ما يناسبها من التوصيات، وإهمال ما يتضارب مع مآربها. ويدور الكلام بواشنطن على قرب صدور ثلاثة تقارير عن العراق، وعلى عزم الادارة الاميركية على دراستها. وأعدت وزارة الدفاع ووزارة الخارجية ومجلس الامن القومي هذه التقارير. ولا شك في ان خلاصات الهيئات الحكومية الاميركية الثلاث المرتقبة ستكون مختلفة عن خلاصات لجنة بيكر - هاميلتون. وهذا الاختلاف يمهد لانتقاء الادارة الاميركية ما يناسبها من كل تقرير. فأربعة تقارير عن العراق تحيل تقرير بيكر - هاميلتون الى مجرد وجهة نظر يصح اهمالها أو تبنيها. عن نتاليا بورتياكوفا "كوميرسانت" الروسية، 11 / 12 / 2006