قالت الصحف المصرية اليوم ان الاعتراف الخطير لروبرت جيتس المرشح لتولي وزارة الدفاع خلفا لدونالد رامسفيلد بأن بلاده تواجه الهزيمة في العراق جاء متأخرا جدا ولكنه يعبر عن شعور عام بين رجال الادارة الامريكية بان ما يقال عن النصر هو خدعة كبرى أو ان شئت الدقة فقل كذبة كبرى تحاول ادارة الرئيس بوش بيعها في الداخل وترويجها في الخارج دون جدوى. ولفتت الصحف الى ان هذا الاعتراف يشكل رغم انه جاء متأخرا قاعدة سليمة لتغيير الاستراتيجية في العراق لكي تضمن انسحابا سريعا وامنا للقوات الامريكية استجابة لمطالب اغلبية الشعب الامريكي وكذلك الشعب العراقي صاحب الكلمة الاولى في مصيره ومستقبله. وطالبت الصحف امريكا بان تستوعب جيدا الدرس العراقي ولاتستمع لهؤلاء المنتسبين للعراق الذين يعارضون انسحابها فهم الذين قادوها الى حرب غير مبررة او مشروعة تكاد تتحول الى فضيحة على حد قول الرئيس الامريكي بوش امس محذرا من الفشل في العراق بينما هذا الفشل حقيقة واقعة. على صعيد متصل قالت الصحف ان العراق يبدو حاليا أقرب ما يكون من لحظة الحقيقة منذ الغزو الأمريكي له في مارس2003 حيث تسعى الأطراف المتصارعة كل حسب قدراته وإمكاناته إلى حسم الموقف لمصلحتها وتقليل خسائرها إلى أدنى قدر ممكن.. مشيرة الى انه بالتزامن مع صدور توصيات مجموعة الدراسات حول العراق برئاسة وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر والعضو الديمقراطي البارز لي هاميلتون أمس سارت الأطراف المختلفة لإعلان مواقفها بشأن هذه التوصيات لتمتليء الساحتان السياسية والإعلامية بضجيج التصريحات التي لن تستطيع للأسف وقف أو حتى التقليل من جحيم العنف الذي يودي بحياة العشرات يوميا في العراق دون أي بادرة أمل في الأفق. ورات الصحيفة ان ما يدعو إلى التشاؤم أن كل طرف من أطراف الأزمة العراقية يبدو متمسكا بمواقفه ومصرا على الاستمرار فيها وفي المقدمة تأتي الإدارة الأمريكية التي ليس من المتوقع أن تستجيب بشكل مخلص وأمين لتوصيات لجنة بيكر هاميلتون بل إنها سوف تستخدمها على الأرجح لتخفيف الضغوط التي تتعرض لها بشأن استراتيجيتها في العراق أي أن إدارة بوش لن تقوم على الأرجح بتنفيذ أهم توصيات اللجنة الخاصة بفتح محادثات مع إيران وسوريا والعمل على إيجاد حل للنزاع الفلسطيني / الإسرائيلي من أجل تخفيف التوتر في المنطقة الذي يزيد من حد النزاع في العراق. ودعت الصحف الدول العربية والقوى الدولية الكبرى الى المسارعة ببذل الجهود والضغط على الأطراف المتصارعة وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة من أجل وضع جدول زمني للانسحاب من العراق وإقناع الحكومة العراقية بتغيير أسلوب تعاملها مع السنة العراقيين وإشعارهم بأن الحكومة هي حكومة كل العراقيين وليس الشيعة فقط. وخلصت الى القول بان الموقف خطير وما لم يتم التحرك بسرعة فإن موجة المواقف السياسية الراهنة ستمر تاركة العراق يغرق أكثر وأكثر في دوامة الحرب الاهلية. // انتهى // 1126 ت م