امتزجت ردود الفعل في تشيلي على وفاة الديكتاتور السابق أوغوستو بينوشيه عن 91 سنة والذي تحيط به قضايا لم تحسم تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان والفساد بدموع الحزن والفرح، حيث أبدت جماعات لحقوق الإنسان أسفها لأنه قضى قبل أن يسمع حكماً ضده يدين فظائعه. وكان بينوشيه نقل إلى المستشفى قبل أسبوع إثر إصابته بأزمة قلبية وجرى استخدام قسطرة لإزالة انسداد في أحد شرايين القلب. ونقل جثمانه إلى الكلية الحربية حيث أعدت قاعة لإقامة الصلاة على روحه وتنظيم مراسم عسكرية لتشييعه. وأعلنت حكومة الرئيسة ميشيل باشليه أن الجنرال السابق لن تقام له جنازة، في حين أوقعت مواجهات عنيفة دارت مساء الأحد بين الشرطة ومتظاهرين كانوا يحتفلون بموته ستة جرحى من رجال الشرطة في سانتياغو. ونزع متظاهرون إشارات المرور ونصبوا حواجز بينما احرق آخرون مستوعبات المهملات وكسروا واجهة فندق. وقطع السير في جادة الاميدا في الاتجاهين. ووقعت مواجهات مماثلة في فيا فرانسيا وسيرو نافيا وبينالولين في محيط سانتياغو وكذلك في افلباريزو غرب العاصمة. ردود دولية تحولت الولاياتالمتحدة من تأييد انقلاب عام 1973 الذي جاء ببينوشيه إلى السلطة إلى وصف ديكتاتوريته بأنها"واحدة من أصعب الفترات"في تاريخ تشيلي. وصرح توني فراتو الناطق باسم البيت الأبيض عقب وفاة بينوشيه:"تفكيرنا يتركز الآن على ضحايا حكمه وأسرهم". وأكد الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا أن بينوشيه"كان تجسيداً لحقبة مظلمة من تاريخ أميركا الجنوبية". وأضاف الرئيس البرازيلي الذي ناضل ضد الديكتاتورية العسكرية في البرازيل 1964 - 1985،"نتمنى ألا تتهدد أبداً الحرية في المنطقة وان تتمكن الشعوب دائماً في كل بلد من ان تسوي خلافاتها بطرق سلمية". وقال خوسيه فيسنت رانغيل نائب رئيس فنزويلا:"إنه يحترم الموت والموتى"، ولكنه أضاف:"إن الموت أنهى حصانة بينوشيه". وأصدرت منظمة العفو الدولية بياناً قالت فيه: إن وفاة بينوشيه"يتعين ألا تغلق أشد الصفحات سواداً في تاريخ تشيلي". وقال خوسيه ميغيل مدير الأميركتين في منظمة"هيومان رايتس ووتش":"ربما كان أعظم ميراث لبينوشيه هو درس التحذير الذي يوجه إلى الديكتاتوريين في العالم ليفيقوا لأنفسهم". وقال ناطق باسم وزيرة الخارجية البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر إنها شعرت"بحزن عميق"لوفاة الزعيم الذي ساند بريطانيا في حربها مع الأرجنتين حول جزر فوكلاند لتكون بذلك الصوت الدولي الوحيد الذي رثى الديكتاتور الراحل. وفي مدريد، قالت ابنة الرئيس التشيلي اليساري الراحل سلفادور الليندي إن التاريخ سيؤكد "سوء سمعة" بينوشيه. وأشارت إيزابيل الليندي التي كان والدها رئيساً منتخباً وأقصاه بينوشيه بدعم الولاياتالمتحدة عام 1973 إلى تزايد العزلة التي عاناها الديكتاتور السابق في الحياة السياسية التشيلية في السنوات الأخيرة. وتولى الديكتاتور السابق قيادة أحد اشد الأنظمة العسكرية تعسفاً في أميركا اللاتينية من 1973 الى 1990. تولى عندما كان كابتن في الجيش الإشراف على معسكر كان يسجن فيه قادة الحزب الشيوعي الذي حظره الرئيس غابرييل غونزاليس فيديلا 1946 - 1952. وعندما رقي جنرالاً قاد انقلاباً أطاح الليندي وأدى إلى انتحاره.