سانتياغو - أ ف ب - جمعت مناظرة تلفزيونية لا سابق لها، حفيدة الرئيس التشيلي السابق اوغوستو بينوشيه وحفيد سلفه الاشتراكي سلفادور الليندي الذي قتل في انقلاب 11 ايلول سبتمبر 1973. واستعرض الحفيدان اخطاء كل من الجدين وانجازاتهما. وبث التلفزيون التشيلي هذه المناظرة بين ماريا خوسيه مارتينيز بينوشيه وغونزالو ميتزا الليندي مساء الاربعاء الماضي، لمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين للانقلاب الذي نفذه بينوشيه. وكان الليندي عين الجنرال بينوشيه قائداً لسلاح البر في 23 آب اغسطس 1973، غير مدرك ان الاخير سيقوم بانقلاب بعد ثلاثة اسابيع، ويستولي على السلطة. واعترفت حفيدة بينوشيه بأن جدها الذي يبلغ من العمر اليوم 86 عاماً، يتحمل الى حد ما، مسؤولية سياسية في انتهاكات حقوق الانسان في عهده 1973-1990 حين قتل او فقد نحو ثلاثة آلاف شخص. وقالت: "اعتقد انه قد يكون مسؤولاً على الصعيد السياسي". لكنها رأت انه قد يكون "سمح بتمرير بعض التجاوزات" التي ارتكبها عناصر في نظامه "بسبب ضيق وقته". اما حفيد الليندي، فقال ان "اخطاء كثيرة ارتكبت" في عهد جده بين 1970 و1973، وأن الليندي اثار غضب الموالين له "عندما اراد تطبيق الاشتراكية على الطريقة التشيلية". وعن حكومة بينوشيه، قال غونزالو ميتزا الليندي انه "ينبغي الاعتراف ببعض منجزاتها الناجحة" وخصوصا على الصعيد الاقتصادي. اما حفيدة بينوشيه فأكدت على "قدرة الليندي المذهلة في الخطابة"، وأشادت بمثاليته، موضحة ان "كل هذا لا يجعل منه رجلاً سيئاً بل العكس". ودعا الشابان الى "تجاوز جروح الماضي"، من دون نسيان مآسي الديكتاتورية، وشددا على ضرورة ابراز الجوانب الايجابية للحوادث. وفيما كانت تعرض المناظرة، شهدت احياء في ضواحي سانتياغو مواجهات عنيفة اسفرت عن جرح اربعة من رجال الشرطة واعتقال اكثر من 500 شخص.